شؤون فلسطينية : عدد 126 (ص 157)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 126 (ص 157)
- المحتوى
-
المتحدة كافة ميادراتها الخاصة حتى حرب
تشرين الأول (أكتوير) .١51/7
وعندما بدأت حرب تشرين: الأول (أكتوبر),
كان الهم الأول بالنسية للسياسة الأميركية هو
حصر اطار هذه الحرب في حدود تحريكية,
مستفيدة من التحولات البنيوية التى طرأت على
جهاز السلطة في مصر بعد وفاة عبد الناصر. وكان
همها الثاني هو امتصاص الزخم المعنوي لهذه
الحرب بما أفرزته من تفاؤل عام ساد الوطن
العربى من أقصاه الى أقصاهء وكان الهم الثالث
هو افراغ نتائج هذه الحرب من أي محتوى
سلبي على وضع اسرائيل القوي في الشرق
الأوسطء ولذلك أخذ تحركها. الشكل التالي: جسر
جوي من أضخكم ماعرفه تاريخ العالم لشحن
العدة والعدد الى اسرائيل لتأمين القوة العسكرية
القادرة؛ وتحرك سياسي وديبلوماسي سريع على كل
الأصعدة للعودة بالقضية الى طاولة المفاوضات.
فما ان أعلن الرئيس المصري شروطه لوقف
القتال في خطابه الذي ألقاه في ,19177/١١/1١7
حتى كان هنري كيسنجرء وزير خارجية أميركاء
في طريقه الى الشرق الأوسط ليحقق اتفاق فصل
القوات. ولتعود المفاوضات الى الواجهة الرئيسية.
وما ان استطاعت الولايات المتحدة .الوصول الى
هذه النتيجة .حتى عادت الى المماطلة والتسويف
من جديد وسحبت معظم الوعود التي .كانت قد
أطلقتهاء وأدى ذلك الى فشل مؤتمر جنيف.
ومع ذلك؛ فان معطى جديداً قد برز في حرب
5377 الى جانب تنامى القوة العسكرية. العربية
وهو قدرة العرب الاقتصادية (النفط) :وما يمكن أن
يلعبه من تحكم في مصير الاقتصاد العالمي» وهذا
المفتاح للازدهار العالمى يوجد في منطقة ملتهبة,
عودٌ ثقابها هو المسألة الفلسطينية؛ في وقت أصبح
فيه وضع المقاومة الفلسطينية العسكري
لايستهان به وقوتها السياسية تزداد يوماً عن
يوم باعتراف شعوب العالم تباعاً بعدالة قضيتها.
وأصبحت الولايات المتحدة الأميركية والعالم
الامبريالي أمام أحد خيارين:
١ ابقاء اللغم المتفجر يترك مستقبل
الازدهار على كف عفريت.
؟ انزع صاعق هذا اللغم .بحل للمشكلة
الفلسطينية لاينسف الثوابت الاستراتيجية
السياسة الاميريالية.
وبما انه من المستحيل تحقيق هذا الحل
الثاني في ظل موقف عربي متماسكء كان من
الضروري جر أحد الأطراف العربية الى هذا
الموقف. وبعد ذلك تبدأ السياسة الامبريالية
بمحاولة فكفكة بقية المواقف وحلحلتها تباعاً.
وكانت مصر هي الهدف الأول؛ بعد ان توطدت
صداقة متينة قائمة على تفهم مشترك للمشاكل
الدولية بين الرئيس المصري الراحل أنور
السادات وهنري كيسنجر وزير خارجية الولايات
المتحدة. وبدأت معاول التمهيد تهدم مابناه
الاتجاه المعادي للامبريالية طوال ثمانية عشر
عاماً. وسوي الوضع الداخلي المصري والسياسة
الخارجية بشكل يصلح لخطوة واسعة في اتجاه
اللقاء المباشر مع زعماء اسرائيل.
وفي أوائل عام 2,١51 صرح الرئيس
الأميركي كارتر عن حق الفلسطينيين في وطن
قوميء. ولكن سرعان ماحدد الناطق الرسمي
بلسان وزارة الخارجية الأميركية اطار هذا
«الوطن», بأنه على الفلسطينيين ان يتدبروا هذا
الأمر في نطاق الأزدن.
وفي أول تشرين الأول (أكتوبر) 191 صدر
البيان السوفياتي الأميركي المشترك الذي يؤكد
حقوق الشعب الفلسطيني2 ولكن يعد أسبوع
فقط صدر البيان الأميركي الاسرائيلي المشترك
الذي نسف شكل البيان الأول ومضمونه.
وبدأت أهداف خطوات السيابيبة الأميركية
لحل مشكلة الشرق الأوسط تتجلى باعلان زبيغنيو
بريجنزسكي» مستشار الرئيس كارتر للأمن
القومي, عن دوائره الثلاث. المشهورة وهي : خلق
اتصال .مصري اسرائيلي كدائرة أولى». وضم
العرب المعتدلين الى هذه السياسة في الدائرة
الثانية. ووضع السوفيات والسوريين أمام واقع
الدائرتين الأولى والثانية في الدائرة الثالثة. مع
تجنب ذكر موقع الفلسطينيين في هذه الدوائر.
وبالفعل. كانت خطوات قد اتخذت في هذا
المجال وأعلن السادات عن مبادرته وقام بزيارة
القدس. واتبع كارتر. هذه الزيارة يتأكيد
ضلوع الولايات المتحدة في الاعداد لها ودعمها في
تصريح له بتاريخ 1977/١١/١7 وفي اليوم نفسه
الذي أعلن فيه بريجنسكي عن سياسة الدوائر
الثلاث للإدارة الأميركية في حديث مع شبكة
(أي. بي. سي).
1١605 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 126
- تاريخ
- مايو ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10634 (4 views)