شؤون فلسطينية : عدد 126 (ص 159)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 126 (ص 159)
- المحتوى
-
وأيضاً بريجنسكي تراجع عن «الوداع» وطالب
بالاعتراف. بالأمر الواقع وكذلك ماكهنري الذي
كان المندوب الذي سبقه في الأمم المتحدة أندريه
يونغ قد دفع منصبه ثمناً لإقراره بضرورة هذا
الاعتراف. ْ
وكان رد ريغانء بتاريخ ,151481/١١/51 بأن
شرط هذا الاعتراف هو قنول المنظمة بوجود
اسرائيل» مع الاشارة الى ان الرياض تستطيع
برصفة خاصة تيسير الاتصالات بين
واشنطن ومنظمة التحريرء وشمل هذا الرد اجابة
على التقرير الذي قدمه الرئيس الأميركي السابقء
ريتشارد نيكسونء الى ريغان واقترح فيه دولة
فلسطينية منزوعة السلاح تكون الحل الحقيقي
مشكلة الشرق الأوسطء واقتراح نيكسون لم يكن
أكثر من ترديد لمشروع السناتور بيرسي الذي
أضاف أيضا ارتباط هذه الدولة المنزوعة السلاح
فدرالياً بالأردن» وقد تنصلت إدارة ريفان من
المشروع بعد اطلاقه مباشرة .في 5
وشن الصهاينة والادارة الأميركية هجوماً شديداً
على بيرسي دفعه الى ان يعلن بتاريخ
0١ تأييده للمشروع حزب العمل
الاسرائيلي لحل مشكلة الشرق الأوسطء والى ان
دتراجع نهائياً في اليوم التالي ويقول ان وطن
الفلسطينيين هو الأردن.
لقد كانت المشكلة التى واجهت ادارة ريغان
هي أنها تود. الامساك بالعرب والاسرائيليين بيد
واحدة ولصالح اسرائيل القوية التي هي عون
فعال للولايات المتحدة الأميركية؛ وفي الوقت نفسه
تقتضى منها .مسألة ضمان .استمرار مصالحها
والنفط ومواجهة النفوذ السوفياتي» اقامة حلف
شرق. أوسطى لايمكن قيامه اذا لمتحل القضية
الفلسطينية. لذلك كانت تحاول استيعاب الدول
العربية. «المعتدلة» على قاعدة الخطر السوفياتي
وتحاول الضغط على الفلسطينيين والدول العربية
«المتطرفة» عبر هؤلاء المعتدلين.
وانسجاماً مع هذا الخطرء مررت التحالف
الاستراتيجي مع اسرائيل الى جانب صفقة
الأواكس, وتركت المجال للسعودية للقيام بمبادرة
شرق أوسطية (مشروع فهد) الذي اعتبره
ريغان بادرة أمل2 ورفض وزير خارجيته البند
الذي يتضمن قيام دولة فلسطينية.
والآن, بعد عزلة كامب ديفيدء وفشل مشروع
1١/6
فهد في قمة فاسء رغم. جميع المناورات
والضفوطات العسكرية والاقتصادية وخطوات
الضمء لابد من ان تقوم الولايات المتحدة باعادة
ذظر في خطواتها السياسية وترسم بالطبع تكتيكاً
جديداً تحتفظ فيه بالثوابت الاستراتيجية؛ وأن
تغير شكل التحرك. فقد اتبعت السياسة
الأميركية, منذ كيسنجرء تكتيكاً جديداً هو القاء
«الطعم» لجر الفلسطينيين الى مواقف «معتدلة»,
أي جرهم خارج القتال؛ حيث يمكن عندها
تصفيتهم. وبرزت هذه السياسة بشكلها الجلي
بعد ميادرة السادات؛ أذ تكاثرت التصريحات
الأميركية اللينة باتجاه الفلسطينيين؛ وانما بدون
الالتزام بشيىء محدد وواضح سوى استيعاد
منظمة التحرير عن أية مفاوضات ممكنة؛ ومحاولة
ابراز قيادة بديلة للوصول الى حل مقبول من
الحكومة الاسرائيلية ومن الدول العربية
«المعتدلة».
بعد هذا الاستعراض التاريخى المكثف, يمكننا
تلخيص استراتيجية الولايات المتحدة الأميركية
السياسية في تعاطيها مع القضية الفلسطينية
بالثوابت التالية:
الاحتفاظ باسرائيل كأكبر قوة عسكرية
وسياسية في الشرق الأوسط لأن في ذلك الضمانة
الوحيدة الدائمة للمصالح الامبريالية في المنطقة.
نزع صاعق اللغم المتفجر (المشكلة
الفلسطينية) بايجاد حل «ضمن اطار مقيول»
كدمج -الفلسطينيين في الكيان الأردني» أو تذويبهم
في البلدان العربية لتجنيب دولة اسرائيل أزمة
اجتماعية وسياسية مستقبلية:
جر منظمة التحرير الى طاولة المفاوضات
مباشرة أو مداورة .بعيداً عن حرب التحرير
الشعبية؛ حَيث تختنق الستمكة *بعيدة عن الماء
وتتمكن الأنظمة «المعتدلة» من تليين شتروط
المفاؤضات.
ان مايهم الولايات المتحدة هو مصالحها
السياسية والعسكرية والاقتصادية (النفط
ومواجهة النفوذ السوفياتي في الدرجة الأولى)
وهي مستعدة لخوض عشرات الحروب من أجل
الحفاظ على هذا المورد. والكيان الاسرائيلي هو
القوة المحلية المؤهلة للعب الدور الحاسم في هذه
الحروب. ١ /
لذلك. يصبح واضحاً سبب الاصرار الأميركي - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 126
- تاريخ
- مايو ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10633 (4 views)