شؤون فلسطينية : عدد 128 (ص 17)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 128 (ص 17)
المحتوى
كبيرة تطاحنت في هذه الحرب» وان خسائر ضخمة وقعت في صفوفهاء ومع ان هذه الحرب افرزت
تياراً عربياً استسلامياً واسع التأثيره فإن حقيقة كبرى تأكدت بعدهاء وهي ان قضية فلسطين
في لبّ الصراع الدائر على أرض الشرق الأوسط وحولهء وانه لا حل لهذا الصراع قاباً إثبات
اذا لم ترض عنه منظمة التحرير.
وحين ظنت اسرائيل انها قطفت ثمرة جهودها وجهود لفائها الغربيين في اتفاقات كامب
ديفيدء وحين مضى الظن باسرائيل إلى حد الأمل بالغاء الكيان الوطني الفلسطينيء بعد ان
خرجت مصر من ساحة الصراع الساخنة؛ ظهرت المنظمة داخل وطنها وخارجه. بوصفها العامل
الأكثر فاعلية لاستقطاب الجهد العربي والدولي الرافض لاستسلام كامب ديفيد والمتمسك
بضرورة حصول شعب فلسطين على حقوقه الوطنية. واتسع الاعتراف والتأييد العربيان
والدوليان لهذه الحقوق على نحو لم يسبق له مثيل. ٍ
كل هذا جعل مطلب الدولة الفلسطينية المطلب الاكثر الحاحاً الذي يدق كافة الأبواب
والنوافذء وجعل الاستقلال الفلسطيني حقيقة تتفتح العيون كافة على تفتحها الحثيث وفي كل
مكان.
حرب حزيران (يونيو) الثانية. هذه التي تدور مطاحنهاء فيما نكتب هذه الكلمات,
استهدفت صراحة ويغير لبس القضاء على منظمة التحريرء وقبر حقيقة الاستقلال الفلسطيني,
وحصول اسرائيل على جائزتها الكبرى التي ظلت في بالها عبر كل حرويها السابقة؛ وهي سحق
شعب فلسطين والغاء مطالبه الوطنية. ظ
وقد اختار الاسرائيليون لهذه الحرب وقتاً ظنوه. من جانبهم. انسب الأوقات؛ الساحة
اللبنانية الممزقة, والمحاور العربية المتصارعة والتي تفتقر جميعها إلى الفعالية الكافية» ووجود
طرف لبناني متعاون مع اسرائيل» واطراف اخرى جاهزة للتعاون» واحتدام التوتر الدولي الذي
يشغل أهم اصدقاء الفلسطينيين وهم السوفيات في معمعانه.
وتوهم الذين أعدوا لهذه الحرب أنها ستكون نزهة, تسمح لهم بقطف الثمرة خلال يومين
أى ثلاثة والعودة برأس كليب. ولذا لم يترددوا حتى في اعلان هدفهم ووضع شروطهم التي هي
الاستسلام الفلسطيني بغير شروط: غير ابهين بحقيقة وجود المنظمة ومدى رسوخها وامتدادها.
غير ان ما اتضح منذ اليوم الأول لحرب حزيران الثانية هذه جاء تأكيداً لكل الحقائق التي
تراكمت على ساحة الصراع. وعبر عقوده المرئية. :
فقد اتضحء قبل أي شيء آخرء ان اللحم الفلسطيني مرّ على كل الطامعين في نهشه وان
الشعغب الفلسطيني .الذي ألفٌ تقديم التضحيات قادر على ايقاع خسائر متكافئة في صفوف
الغزاة..
ونبين: فوق هذاء ان الالتحام الفلسطيني الوطني اللبناني, الذي راهن العدى على
زعزعته؛ منيع وان همة المقاتل الوطني اللبناني في الدفاع عن ارض لبنان وعن وجود منظمة
التحريرء ليست أقلّ مضاء من همة المقاتل الفلسطيني في الدفاع عن الأمرين معاً.
كما اتضح ان الحرب التى خطط لها ان تكون حرب ابادة ضد الشعب الفلسطينى وحده:
والتي وضعت حسابها على اساس ان مقاتلي هذا الشعب سيقاتلون وحدهم, لم تنفلق ضمن هذه
الدائرة المحصورة المحاصرة؛ وان المساس بعماد القضية الفلسطينية يمس كل من تعنيهم هذه
القضية, وتؤثر على وجودهم وكياناتهم وادوارهم القائمة أو المأمولة من قبلهم.
11
تاريخ
يوليو ١٩٨٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22429 (3 views)