شؤون فلسطينية : عدد 128 (ص 23)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 128 (ص 23)
المحتوى
حل لمشكلة واحدة قائمة. ان الكلمات ذات الدلالات المختلفة تؤدي؛ عند ارتباطها بهدف
هى حل المشكلة؛ الى اختلاف الأهدافء وبالتاليء الى اختلاف الوسائل والمناهج المتبعة
للحل. ومثل هذا الاختلاف الذي قد يصل الى حد التناقض, لايعطل تحقيق الحل
الصحيح للمشكلة فحسبء بل ويعمم الفوضى. وحين تنتقل فوضى الدلالات وتناقضاتها الى
مرحلة الممارسة والتنفيذ2ء يزداد عدد المشاكل وحدتها وتعقيدهاء ويالتالي الابتعاد عن
الحل. 0 0
قد يكون من المفيد أن نقترب من فهم المدلول الذي نعتقده لكلمة «السلام» من
خلال توضيح ما نفهمه من كلمات الأمن والاستقرار.
ان «الأمن» (01119ا560) أى «الاستقرار» (5]2611119) في المجتمع, أى في منطقة تضم
أكثر من دولة, انما هو وصف لحالة مادية قائمة قد تكون نتيجة فرض بفعل القوة المادية
الديكتاتورية في المجتمعء أى بين دول المنطقة من قبل احداهاء أى من قبل دولة كبرى من
خارجهاء وهو ما يعرف بحالة فرض الانضياط الدولي (67ع010 1216523680281) يفعل القوة
بالتهديد باستخدامها (151634) أو بالرد ع (106]]65824).
ان فرض الأمن أو الاستقرارء بفعل القوة المادية وبدون عدالة, لايحقق السلام,
ولايحمل صفة قابلية الديمومة. لتعارضه مع الحرية:ء وتناقضه مع العدالة؛ ولأن
استمرار الوضع المفروض يرتبط باستمرار وجود القوة التي فرضته. وقدرتها على ‎٠‏
‏الاستمرار في ممارسة الفرضء وليس بالعدالة القابلة للديمومة الاختيارية. مثل هذه
الحالة» تحمل في ذاتها بذور التمرد عليها ومناخ تغييرهاء بالقوة المضادة, حالما تسنح
الفرصة لذلك. ' ْ
أما :اذا كان الأمن أى الاستقراز قائماً بفعل قوة الايمان بالفكر المحقق للسلام, من
خلال انطلاقه من قاعدة العذالة: والتجاوب .مع الحقوق الظبيعية والقانونية للأقراد
والشعوبء فان ذلك يعني النجاح في التغلب على المشاكل التي عكرت السلامء وبالتالي
الأمن والاستقرارء وهنا تتوافر حالة الأمان 655 1هة) 3 الأساس النفسي والفكري
للسلام.
ومن هنا يمكننا القول: إن السلام يمثل وضعية مرتبطة بالفلسفة التي تخكم تفكير
الدولة والشعب والمجتمنع والأفراد, :وتحدد قيم الحياة الذاتية وتشريعاتها والغلاقة مع
الآخرين, على أساسش ضمان الحقوق الطبيعية أويَ, : ثم العدالة من خلال الحقوق القانونية
ثانياً. ويدون هذا الضمان لا يتحقق السلام؛ فلاسلا بدون عدالة, ولا عدالة بدون
ضمان الحقوق الطبيعية. إن السلام بهذا المفهوم: يعني ذوال حالة الخضوع لحق القوة,
وقيام حالة التجاوب الطوعي مع قوة الخق والعدالة.
اننا ان نعتير أن الصهيونية ضمن ‏ هذا الفهم ‏ تمثل أعلى درجات التناقض مع
السلامء فلأنها تدعي حقاً مطلقاً في الأراضي الممتدة من النيل الى الفرات (فكرة اسرائيل
الكبرى)؛ 0
الكبرى)؛ وحقاً مطلقاً في اخراج شبعب هذه ‎٠‏ الأراضي من وطنهء والاتيان بيهود العالم اليهاء
ولأنهاء أيضاًء تؤمن بضرورة ضفاء المجتمع اليهوديء بخلوه من غير اليهود ويتفوق
اليهودي على كلمن هى غير يهودي» ويأن مقياس العدالة هو ما يتحقق لليهودي من عدالة.
55
تاريخ
يوليو ١٩٨٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22429 (3 views)