شؤون فلسطينية : عدد 128 (ص 27)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 128 (ص 27)
- المحتوى
-
أبواب الشرق الأوسط أمام الاتحاد السوفياتي. كصديقء من موقع التناقض بينه وبين
واشنطن ومعسكرهاء وقبوله بتقديم المساعدات الاقتصادية والتسلحية للعرب» حيث يبيع
الاتحاد السوفياتي السلاح للعرب ب +(ثمن) ثمنه في الغرب وبالتقسيطء وأحياناً بالمقايضة
وبالتقسيط في آن واحد. وقد نتج عن هذا:
تغلفل المدارس السياسية الماركسية في المنطقة, بما يخلق صراعاً ثقافياً جاداً
في المجتمع العربيء بين الماركسية والرأسمالية من جهةء وبين كل منهما والثقافة العربية
والتراثية من جهة أخرىء مما أدى الى ارتباك ثقافي وارتباك في مقاييس الحكم على الأفكار
والممارساتء وبالتاليء تخلخل القيم المجتمعية, ووجود حكومات لاتعبرء بتفكيرهاء عن
الفكر العربى السائد لدى غالبية جماهيرها.
تحول منطقة الشرق الأوسط الى ساحة صراع بين معسكري الدولتين
العظميين» قد تتحولء في وقت ماء الى مواجهة بعد أن اقتربت من حافة المواجهة في
الأعوام: ١937/5 و"لا9١.
وهذا الوضعء في منطقة الشرق الأوسطء البالغة الحساسية في السياسة الدولية وفي
استراتيجيات الدول الكبرى؛ في زمني اللاحرب والحربء يهدد السلام في الشرق الأوسطء
بل ويهدد السلام العالمي برمته. فضلاً عن الأمن الاقتصاديء, وخاصة الأوروبي.
؟ لذلك» وحتى تستمر حكومات المعسكر الرأسمالي والصناعي الغربيء بقيادة
واشنطن: يتبرير استمرار دعمها للكيان الصهيوني العسكري2 فقد جعلت من العون
السوفياتي للدول.العربية المعنية به» وحشاً يهدد سقوط المنطقة بيد السوفيات» واستيلاء
السوفيات على هذا الموقع الاستراتيجي ومافيه من نفطء .رافضة في الوقت ذاته التعامل
الجدي مع متطلبات حل مشكلة شعب فلسطين حلا عادلاً.
وهذا يعني تبريسن زيادة الدعمء والسماح بمزيد من حرية الحركة للكيان الصهيوني
العسكري. الأمر الذي يدفع بالدول العزبية المعنية الى طلب المزيد من العون السوفياتي:
ومايرتبه ذلك من زيادة حجم العلاقات الصديقة ونموها معه, والتي تستعملء: في الوقت
ذاتهء من قبل واشنطن وحلفائها تبريراً للمزيد. من الدعم. للكيان الصهيوني العسكري.
وهكذا تستمر اللعبة الخطرة التي لا يمكن. أن تكون طريقاً الى السلام.
: :ولايد قين الانتهاء من هذه المسألة. أن نقول: ان واشنطن وأعضاء معسكرهاء. قد
فتحوا نافذة صغيرة. أوحوا من خلالهاء بأن الدعم المطلق بدأ يتحول الى الدعم المعتدل؛
اذا ماتوقف العرب عن الحديث بالعربية. سياسياً. وتبنوا اللغة السياسية الأميركية
العبرية. كما فعل السادات. وهذا يعني الاستسلام الكامل لواشنطن وحلفاتها في التفريط:
ليس فقط بالاستقلال الوطني الكامل؛ بل حتى بالتفريط بالاستقلال :الثقافي والاقتصادي,
وهذا يعني» أيضاً: تدمير الشخصية الحضارية العربية: وهو ما لايمكن لأي شعب أن
يرضاه: لأن أحداً مالايقيل الانتحار الا إذا فقد ارادة التحدي. أي فقد الرغبة في
الحياة» وهذا نقيض الطبيعة البشرية: على مستوى الفرد والمجتمع والشعب والأمة.
51 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 128
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22429 (3 views)