شؤون فلسطينية : عدد 128 (ص 63)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 128 (ص 63)
المحتوى
حين يقيس الانسان الأمور بنتائجها فإنه يحس أن هذا النضال العظيم كان يعاني من
فجوات أدت إلى حدوث الكارثة. بل إلى استمرارها وتضخمها. ولا:بد من مواجهة هذه
الثغرات بشجاعة لكى يستمد الانسان من فهمها المقدرة على مواجهة تحديات المستقبل.
ومن خلال الايمان المطلق بأن القوة المعنوية والمادية بيد العرب وأن انتصارهم على
العدوان يرقى إلى درجة الحتمية. سوف يتم استعراض سريع لموقف الطرف 'العربي
وردود فعله فيما أسميناه بالجدلية العرجاء الناجمة عن غياب تأثيره العملي المنشود في
مجرى الأحداث. ‎١‏
‏(أ) قبل الحرب الأولىوحتى الحرب الثانية:
حين بدأت المؤامرة الصهيونية على فلسطين في القرن التاسع عشر كانت معظم
أقطار الشرق العربي خاضعة لسلطان الدولة العثمانية واستبدادهاء ووقعت مصر
والسودان في قبضة الاستعمار البريطاني في نهاية القرن التاسع عشرء ولم تكن أقطار
المغرب العربي أسعد حالاً. إن غزتها الجيوش الفرنسية في وقت مبكر وأخذت سلطات
الاحتلال فيها تعمل على طمس طابعها العربي ومسح اللفة العربية وتحويلها إلى منطقة
استيطان وإلى قاعدة اقتصادية عسكرية ملحقة بفرنسا.
ومن الناحية الاجتماعية كان الاقطاع مسيطراً سيطرة تامة وكانت نسية الأمية
مرتفعة جداً حتى أن معرفة القراءة والكتابة كانت ظاهرة نادرة في الريف» وكان الفلاحون
يعيشون في شروط رهيبة من البؤس والاضطهاد ولم يكن هناك سوى وجود محدود
للطبقة العاملة بسبب اعتماد البلاد اعتمادا كاملا على الاقتصاد الزراعي.
ومن. خلال .هذه الظروف» استطاعت الصهيونية أن تتسلل إلى فلسطين وأن ترسل
إليها أفواجاً من المهاجرين كانوا يزدادون بالتدريج وينتقون الأراضي الخصبة والمواقع
الهامة ليقيموا عليها مستوطناتهم المحصنة ويخلقوا واقعاً جديداً يستندون عليه لاقامة
الدولة الصهيونية فيما بعد. وكان على الطليعة العربية في ذلك الحين أن تناضل ضد
الاستبداد. العثماني وضد المطامع الاستعمارية وضد التخلف والجهل وضد الفزوة
الصهيونية الوافدة. وأتت فترة الانتداب البريطاني بعد الحرب العالمية الأولى لتلقي على
كاهل الطليعة عبئاً نضالياً جديداً وتضعها في حيرة بشأن أولويات النضال. كما 7
التغيرات الاجتماعية المفاجئة التى واكبت مجىء البريطانيين أحدثت .بلبلة. في القيادات
والولاءات الشعبية. وقد بذل البريطانيون كل جهد ممكن لتمزيق الحركة الوطنية
مستعينين بالاقطاع وزعماء الأسر التقليدية والمنتفعين الجدد من وضع الانتداب. وفي أثناء
ذلك: لم يكف الشعب العربي الفلسطيني عن النضال العنيد وتعاقبت الانتفاضات
والثورات منذ سنة ‎١١2١‏ وكان أبرزها ثورة البراق عام ‎١979‏ وثورة القسام (1575
1م والثورة الفلسطينية الكبرى عام ‎١977‏ التي استمرت حتى عام 1175, وانتهت
على أثر نداء وجهه ملوك الدول العربية ورؤساؤها مقابل وعود بريطانية ملتوية مع أ
فترة انشغال بريطانيا بالحرب العالمية الثانية كانت أفضل فترة لاستمرار القتال
والحصول على المكاسب السياسية.
وكان ميزان القوى.2 في هذه الفترة, مختلاً اختلاب شديداً لفير صالح الطرف
15
تاريخ
يوليو ١٩٨٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17763 (3 views)