شؤون فلسطينية : عدد 128 (ص 77)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 128 (ص 77)
- المحتوى
-
وكان واضحاً من خلال المجابهة المتواصلة أن الورقة البارزة بيد الطرف الصهيوني
هي الورقة: العسكرية. وحاولت اسرائيل كلما اتيحت لها الفرصة أن تستخدمٍ هذه الورقة
من أجل وقف. نمو الطرف العربيء لأن مجرد اكتمال الطرف العربي سياسياً واقتصادياً
وثقافياً كان يعني قطع .الطريق على المخططات الصهيونية. من جهةء وبدء نهاية الكيان
الصهيوني من جهة أخرى. |
وهكذا كان العدوان الثلاثي لعام ١957 محاولة من. قبل اسرائيل للاستعانة بدولتي.
الاستعمار القديم (بريطانيا وفرنسا) من أجل القضاء على حركة التحرر العربي التي
وجدت متنفسها في حركة ١1 يوليى والتي وضعت المسمار الأخير في نعش الاستعمار
القديم بتأميم قناة السويس وتقويض الاحتكار الأجنبي لها الذي دام حوالي قرن من الزمان.
وإذا كان هذا هى سبب العدوانء فإن نتائجه كانت مهمة جداً بالنسبة لمعادلة
الصراع العربي الصهيونيء فمن ناحية دلت. على أن تلاحم الصهيونية مع الاستعمار
ازداد بعد مرحلة الدولة؛: ومن. ناحية ثانية دلت على أنه لم يعد في مقدور اسرائيل, حتى
من خلال تحالفها مع الاستعمار, أن تحقق ما تريده حرفياً كما كان الأمر في السابق, إذ
انقسم الطرف الدولي انقساماً واضحاً بشأن العدوان» ومن ناحية ثالثة ثبت أن الطرف
العربي بدأ ديقف على قدميه عسكرياً وشعبياً ودولياً. ونتيجة لكل هذه 0 مجتمعة
اضطرت القوات الاسرائيلية إلى الجلاء عن سيناء خلال شهور معدودة: وهذا هو تفسير
الضغط الأميركي الظاهري. على اسرائيل.من أجل الانسحاب في تلك الفترة.
وبعد احدى عشرة سنة من «العدوان الثلاثي» اضطرت اسرائيل لاعادة استخدام
الورقة العسكرية )١9737( في محاولة لتعديل كفة الضراع لصالحهاء وكانت. الدولة
الصهيونية قد .نقلت. مركز تحالفها نهائيا إلى الولايات المتحدة الأميركية. معقل الامبريالية
الجديدء واستغدت استعداداً كاملا للعدوان. بالتنسيق المستمر مع الاستعمار .الجديد
وخدمة لمصالحة :أيضاً. وهكذا اجتمعت عدة:أسباب للعدوان منها: شْ
١ الأزمة الداخلية. للكيان الصهيوني: إذ كان المشروع البشري مهدداً
بالتدهور. في مطلع عام ١171 بالذات تساوت أرقام الهجرة الداخلية مع الهجرة
الخارجية: واختنقت اسرائيل اقتصادياً لذلك, وعجزت عن اكمال بناء ميناء أسدود مثلاًء
كما عجزت عن الاحتفاظ بصناعة الطائرات» وعن توسيع أسواقها. ٠
> ل تصاعد قوة. الوطن العربي: كان. الوطن: العربي ينمو سياسياً واقتصادياً
وثقافياً وعسكرياً: وكانت مؤشرات نموه مضادة للامبريالية والصهيونية2» ورأت الولايات
المتحدة أنه من الممكن استخدام اسرائيل لضرب هذا النموء ولضرب حركة. التحرر العربى
“" - مروز الثورة الفلسطيذنية: إذا كان العمل الفدائي, وكان عمره سنتين فقطء
7 الأساس الذي قامت عليه اسرائيلء» لأن أخشى. ما كانت تخشاه اسرائيل هى عودة
«النقيض» الحقيقي إلى البروز. وهكذا بدأ التوتر قبل الحرب. بحشد قوات اسرائيلية على
حدود سنوريا: يسيب مناصرة سوريا للعمل الفداتي
(©) لا يختلف هذا التفسير كثيراً عن جملة. التحليلات الجيدة التي أوردها بريماكوف: في كتابه: تشريح
الصراع في الشرق الأوسط.ء بيروت .١548١ ْ 0
ك7 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 128
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39480 (2 views)