شؤون فلسطينية : عدد 128 (ص 99)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 128 (ص 99)
المحتوى
الحكايات والأخبار التي يحملها. الشعب في مخيلته. وقد استعمل غسّان كنفاني طريقة
مغايرة لربط الأحداث بالواقع في رواية «برقوق نيسان». وهي استعمال. الهوامش حتى
يشعرنا بأئه يتحدث عن: أشخاص حقيقيين. ان البطل» في هذه الزوايات الثلاث. ليس !
أداة تصوير للواقع؛ إذ ليس له خصوصيات فردية انما هو أداة تعبير عن المجموعة
ماضيها وواقعها وأحلامها المستقبلية. ش ‎٠‏
انّ ماذكرناه ماهو إلا توضيح للاطار العام الذي تندرج فيه هذه الروايات, ولكنٌ
غسان كنفاني يؤمن يضرورة البحث عن أجدى الأشكال لابلاغ أفكاره, ثم هو يعيش
واقعاً متغيراً لايمكن أن يدفعه للاستقرار. لذلك كانت رواياته. وان تشابه بعضها في
الشكل العام, تختلف في أسلوبها بل تكاد تكوّن كلّ واحدة منها تجربة فنيّة مستقلة.
ولعل غسّان كنفاني كان يحدوهء في هذا البحث المتواصلء شعور فني أصيل عبّر
عنه أرنست فيشر عندما قال: «انّ وسائل تعبير جديدة لضرورية من أجل وقائع جديدة
(...) انّ المسألة ليست تقليد أسلوب ماء بل هي كامنة في ربط أكثر العناصر تبايناً في
الشكل والتعبير من هيكل الفنّ ذاته بحيث يجد وحدته في واقع متباين الى أبعد الحدود.
انّ كل مظاهر الامانة المتزمتة للمناهج الفنية الخاصة هي كائناً ما كانت في تناقض مع
المهمة التي تقوم على خلق حصيلة نتائج آلاف السنين من التطور الإنساني ومع مهمّة
وصف محتوى جديد بأشكال جديدة27). لقد حاول غسّان أن يجرّب, ولعل السمة البارزة
في رواياته هي عدم الاستقرار على شكل محدّدء ولهذا وجدنا صعوية في حصر الأساليب
التي استعملها ولعلّ جهدنا سيقتصر على تتبع السمات البارزة في رواياته» ولنبدأ بالبحث
فق اليذاء..
ان أقرب رواية عند غسّان كنفاني للبناء الكلاسيكي هي رواية «عائد الى حيفا» ؛
حيث -تسير الأحداث: فيها سيراً خطياً متواصلاً وتتعقد. الحبكة بوضوح.ء ثم تنحل في
النهاية؛ ولكن -غسّان يقحم فيها حكاية أخرى تبدو كأنها. تستفرُ البناء. الأصليٍ وتقلقه:
وهي حكاية «فارس اللبدة» التي لا ارتباط لها بالرواية الأصلية الا من حيث الايحاء
بالخاتمة. وفي رواية «رجال في الشمس». اعتمد من حيث سير الأحداث على التوتر
المتصاعدء ثم أنهى الرواية ‏ بالحلٌ المتمثل في موت الأبطال إلا أنه أقحم في هذا البناء
طريقة. اللوحات التي قدّم بها الأبطال الثلاثة في بداية الزواية» وهي. لوحات منفصلة
لارابط بينها كما أنه استعمل طريقة مشابهة في «الأعمى والأطرش» عندما صوّر ما يدور
في ذهن كلّ من البطلين أو.مايقع له على حدة. ويذلكء نجد في الرواية تتابعاً لفصول تبدو
وكانها مستقلة. على أن هذه التجاوزات في البناء لاتحطمه. وهي من باب التوسيع
لا الاخلال. ولكن الرواية التي تضعنا في حرج أكبر هي «ماتبقى لكم»؛ إن تغيم فيها
الحبكة الروائية المتمثلة في بروز المشكل العائلي الذي حل بمريم وحامد وجعل علاقتهما
تنقطع. وجعل كلا منهما يبحث عن خلاصه الشخصي بعد أن تهادن مع الواقع ست
عشرة سنةء تغيم هذه الحبكة وراء تقنية تقاطع الشخصيات وتداعي الشعور. بحيث
ذشعر أن الكاتب يذيلها عمداً: وأنّ المقصود من الرواية هى غايات أخرى أعمق من مجرد
الأحداث التي تعرضها الحبكة.
ومن خلال هذه الروايات الأربع, تنلاحظ أن غسان يستعمل البيناء الروائي
ل
4 في
1/4
تاريخ
يوليو ١٩٨٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22437 (3 views)