شؤون فلسطينية : عدد 128 (ص 101)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 128 (ص 101)
المحتوى
التي تمثلهاء فإن كان. «أبى القيس» .يمثل صغار الفلاحين الفلسطينيين و«أم سعد» عمال
المخيم, .وهما نموذجان مرتيطان: بانتماء .طبقي» محدّدء فإن «حامد» في رواية. «ما: تيقئ لكم»
يمثل كل فرد. من الشعب. الفلسطيني فك حصار الماضي وانطلق نحو الفعل والبحث: عن
مستقبل جديد. كما أن .«العاشق» هى رمز لفداء وصمودٍ الشعب الفلسطيني بأكمله, كوه
فلاحاً لايحدد انتماء طبقياً بقدر ماهى عامل تأصيل لهذه الشخصية في التربية
إن البعد الرمزي الذي يعطيه غسان كنفاني لأبطاله يجعل من الصعب أن تحشر في
اطار الشخصيات الواقعية النموذجية: ولايتسنى لنا اطلاق صفة الواقعية عليها إلا إذا
أخذنا بعين الاعتبار ما عبر عنه غسان من ضرورة اعطاء أبعاد للشخصية: لاثرائها
وبالتاليي ضرورة تشبعها بالواقع في تشعبه وتعقده ويما في أحداثه الجزئية من ترابط
يجعل عزلها صعباً ولو بغاية التصنيف والتوضيح. ان المجتمع يتكون من أفراد ولكنه
ليس مجرّد عدد تراكمي لهمء فهو أيضاً علاقات وهياكل تحكمهم وتتجاوزهم أحياناً. رغم
أنهم يخلقونها. وكل فرد هو في الواقع فرد ولكنه أكثر من ذلك لأنه يحمل في داخله
مايكون المجموعة ويعكس القوى المتصارعة فيهاء ولذلك تجد شخصيات غسان كنفاني
تحوي دائماً بعدين: بعداً مباشراً.يتمثل في اللمسات الواقعية التي .يحدد بها معالمها
ونموها الداخلي كالسن والمهنة ومستوى التعليم والمظهر الخارجي وطريقة التعامل وحتى
المزاج؛ وهى يتفنن في خلق نماذج متكاملة ويلتزم الصدق في التنسيق بين كل مقوماتها
الفنية؛ ويعد. ثان وهى الذي يربط هذه الشخصيات بخلفياتها. الاجتماعية وينطقها
بشواغل منطقة ما ويجعل حياتها تعكس سيرورة اتجاه فكري أو موقف معين. وهكذا
تتحول . الشخصيات الى قوى. .اجتماعية. تتصارع. أى الى. اختيارات أيديولوجية تتباين,
وهكذا تتجول الى تعبيرات فكرية. تعكس ‏ رؤية . الكاتب للمجتمع. وفهمه للقوانين التي
تسيره. وبهذا. التوسع في رسم. الشخصيات.. يخرج .غسان كنفاني. عن مفهوم الواقعية
التصويرية ليعطي. الؤاقعية. رؤية جدلية تجعلها تربط الأحجداث بماضيها وتصّور الحاضر
وتستشف توجهها في المستقبل. ولنأخذء على سبيل. المثال» مريم في «رواية ماتبقى لكمى؛
فهي في صورتها المباشرة فتاة تشردت .كما تشرد غيرها من الفلسطينيين: ففقدت بذلك
الأمل .في. حداة. زوجية. _.مستقرة وهي : تعيش. مع أخيها الأصغفر الذي لايقدّر ما تعانيه من
حرمان» فهو في شفل شاغل .عنهاء ...وقد دفعها اليأس الى. ربط علاقة إسرية :مع .رجل
انتهازي لا تهمه إلا لذّاته الشخصية.
ويعد أن حملت منه. اضطر أخوها الى أن يزوجها منه :رغم كرهه له والى أن
يهاجر. وتكتشف هي بعد ذلك مدى نذالة زوجها فتقتله. وفي الرواية كثير من .اللمسات
التي تكمل هذه الرواية الشخصية وتثريها بذكريات وأحلام. وتذكرنا مريم؛ في. هذه
الروايةء بشخصية نفيسة في «بداية ونهاية» لنجيب.محفوظء فيما تعانيه من حرمان ويأس
وعدم تفهم ممن: يعيشون معهاء وكذلك “تشبهها 1 الحلٌ .الذي اختارته للخروج. من
وضعيتها وهو .ربط علاقة خارج .اطار الزواج» مما. يزيد وضعيتها تعقداً.ء ولكن هذا
التشابه الظاهر يخفي اختلافاً جوهرياً. ان هاتين الشخصيتين مختلفتان كلّ الاختلاف.
ذلك أنّ نفيسة تفثل نموذجاً اجتماعياً يعكس أمراضاً وقيوداً. تكبل الفردء بل المرأة
تاريخ
يوليو ١٩٨٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7175 (4 views)