شؤون فلسطينية : عدد 128 (ص 104)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 128 (ص 104)
- المحتوى
-
سبقت الأخرى وبخاصة إذا كانت تهمٌ شبخصيات مختلفة في الرواية؛ فنحن لا نستطيع
أن نقارن زمنياً الأحداث .التي وقعت لأيطال. «رجال في الشمس» قبل أن يلتقواء كما أننا
لانستطيع أن نقنّ ترتيباً معيناً للأحداث التي منّ بها العاشق. ان هذا الاهمال في الترتيب
الزمني ليس قاعدة. في 7 الروايات. بل .ان رواية «ما تبقى لكم» تعتمد. على التقاطع بين
الشخصيات والأزمان. وقد حاول غسّان فيها أن يصوّر الحركة المستقلة في الأحداث
والمتوازية في الزمن» فهو ينتقل .من بيت مريم الى الصحراء ليصوّر لنا. أحداثاً تقع. في
الوقت نفسه. وهكذا يصبح الزمن هو الموحد لأحداث بعيدة في المكان كل البعد عن
بعضها؛ وهى العنصر 5-1 للأحداث. 2 ٠
ان.مارأيناه من تداخل الأزمان وعدم اتباعها سيراً خطياً متتايعاً يعكس ما تحسه
في الواقع من نسبية؛ ومافي المطلقات من يعد عن الرؤية :الصحيحة. للأمورء فالإنسان
لايعيش حياته حسب قوانين فيزيائية وانما حسب دان اجتماعية ونفسية تجعل للشيء
الواحد تأويلات متعددة وتجعل احساسنا بالزمن مختلفاً. أمّا في طريقة. السردء فقد
استعمل من الأساليب مايندرج في نفس هذا الفهم للواقم نفسهء ومن هذه الأساليبء
تعليقه على الحدث الواحد من وجهتي نظر مختلفتين. وقد استخدم هذا الأسلوبء على
سبيل المثالء في رواية «العاشق»؛ حيث. يصف. لنا مشي العاشق على النار من وجهة: نظر
الشيخ سلمان ومن وجهة نظر العاشق نفسهء كذلك صور حادث فراره. من الكابتن بلاك
من وجهتي نظرهماء. وريما أراد. بذلك 37 .يبين العمق .الملحمي في. الواقع2» فهو لا يكتب
أسطورة وإنما يكتب. ملحمة واقعية وإن كانت تحوي: خوارق» فانها متشبعة بالواقع
ومحدودة. بامكاناته, وما يهمنا هنا هو أن:نوضح مدى تحرر غسّان في المزج بين التقنيات
للتعبير عما يريدء فهى لايهتم بالشكل إلا بقدر ما يعبر عن المحتوى الذي يطمح .الى تبليغه
وهى لايلتزم بشكل من الأشكال الفنية التزاماً قدسياً. وانما هو يستعمل أشكالاً فضفاضة
يمكن أن يطوعها بحرية ويمزج بينها بحيث يولد أساليب جديدة.
بعد هذا الاستعراض السريع لبعض المقومات الفنية التي تخلق عالم الرواية عند
غسان. كنفاني: يتجلى لنا أنه لم يتعامل مع الشكل.تعاملاًٌ جامداً؛ لذلك لم نستطع أن نجد
قوالب جاهزة يمكن أن. نصب الروايات فيهاء ولا اشكال قارة نقيسها عليها. ورغم ذلك
فاننا لانشعن بغرابة بين هذه المقومات ولا بقطيعة بين تقنيات الروايات المختلفة, فلقد بين
لنا التحليل أن .الاختلاف الظاهر يتمثل. في تعبيرات مختلفة عن نفس : الاختيارات الفنية:
وأن الأساليب التي. .استعملها تتباعد ولكنها لا تتناقض. وكثيراً. ما يكمن الاختلاف في
تكثيف بعض التقنيات أى تمطيطها أو مزجها بتقنيات أخرىء .وما تجديده في رواية
«العاشق». الذي ذكرناه, إلا مزج لطريقتي. سرد معروفتين في الأسلوب الروائي؛ ان يمكن
لأي كاتب أن يسرد الأحداث في صيغة الغائب أو في صيغة المتكلم, ولكن غسان يستعمل
الصيغتين في الوقت نفسه.. فأطرافه هنا قائمة على مزج تقنيتين كلاسيكيتينء وما قلناه هنا
يمكن أن نقوله فيما يخص الأزمنة والأمكنة وغيرها من مقومات الرواية. ان تحرره في
استعمال التقنيات الروائية هو الذي أضفى على آثاره طرافة خاصة. 0
على أن الدارس: لزوايات غسان كنفاني لايمكن أن يهمل ميزة أساسية في أسلويه.
وهي ميزة يصعب تجديدها لأنها ترتبط بلمساته الشخصية وطريقته في .الكتابة. وبتفاعله - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 128
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6868 (5 views)