شؤون فلسطينية : عدد 128 (ص 109)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 128 (ص 109)
المحتوى
الوطنية» ولى بعد حينء وهي توحي بالثورة دون أن تقول زمنهاء بل تقول ولادتها. «ذلك
أنه في المكان الذي سقط فوقه الجبين: في الحفرة المدورة التي صنعتها السنقطة, .ولد
طفل.. ). وكما يتضح من هذه الفقرة المجتزأة من القصة:ء فان ولادة الصغير هي وعد
الثورة في حركتها السرية في ذلك الزمن: زمن النشاط السري للخروج من أزمة الانسان
الفلسطيني في منفاه. ان غسان يحاولء في هذه القصة, أن يقول بالرمز ما قالته رواية
«رجال في الشمس» بالأحداث: أي أن يرسم أفق البدايات الثورية عبر فهم الجمافير
نفسهاء من وعيها وتطلعاتها وأزماتها الشخصية... ولهذاء تتحكم الخطابة والكتابة
السردية بمبنى هذه القصة الرمزيء لأنها خارجة من لحظة التشبث العياني2 ومن أفق
الرؤية الكنفانية في بداياتها الكتابية... لقد «صار بوسع أظافره أن تخدش الحديد اذا
ما اعترض الانطلاق المصمم. ولم تعد الهواجس الرمادية قادرة على ايقاف الحماس
الملتهب لحظة واحدة»(). وهكذاء فان القصة تجسد بالسردء مالا تجسده بالرمنء وتقول
بالخطابة مالا تستطيع قوله بالايحاء ولفة الاشارة. «لاتمت قبل أن تكون نداً.0). ان
كتابة غسان كنفانيء في بداياته. مرهونة بتصوره وأفق رؤيته السياسية» ولهذا يكتنفها
الابهام وغبش الرؤية في بعض قصضه القصيرةء وهى ما يستطيع تجاوزه في رواياته
وبعضص قصصه القصيرة وخضوصاً قصته المكتوبة في فترة مبكرة : نسبياً. وهي قصة
«السلاح المحرم» في مجموعة «أرض البرتقال الحزين»... ان غسان يغي في هذه القصة
مرحلة أولى من مراحل الكفاح المسلح الفلسطيني. وهي فترة الثلاثينات؛ اذ يروي بصورة
عفوية تطور الثورة في وعيها العفوي وتضادها مع نقيضها وصدامها الرئيسي مع المحتل.
وضمن هذا التصور تحكي القصة كيف انتزع «أبوعلي» بالقوة بندقية الجندي الانكليزي
وهرب بها. ومن الواضح أن هذه القصة هي جذر قصة أخرى مكتوية بعدها هى
«العروس», وفي أيضاً جذر الجموعة القصصية الهامة في نتاج غسان «عن الرجال
والبنادق»: والتي تجسد ثورة الشعب وقيامته: ان الزاوي يقول لصاحبه: «ابحث معي
عنه. حيث أنتء فلدي أخبار جديدة عن ارون :0: ليحل بذلك الاشكال الذي عقده
غسان في قصة «السلاح المحرم»؛ حيث سرقت. البندقية من أبي علي واختفى هو لقد
ظهر الرجل في البلاد العربية فيما بعد. يبحث عن «العروس» التي هي البندقية تتضح:
من خلال هذا التواصل في انتاج غسان كنفاني الكتابي؛ الروح الموحدة التي تربط 'أجزاء
نتاجه... فهو يكتب تاريخ الثورة؛ بدايات هذا التاريخ في هاتين القصتين ليؤسس بذلك
لعمله القصصي «عن الرجال والبنادق»: وليحكي في روايته «أم سعد» الرؤية ذاتها ضمن
وعي جذري مروي بلغة التفاصيل العيانية» عن أم سعد في اصطدامها مع المنفى» عبز
حكايات تعليمية تتنازل قدر الامكان عن البنية الفنية العالية التي تجسدت في روايته
«ما تبقى لكم». هكذاء اذاًء تقول الرواية: «بدأت الحرب بالراديى وانتهت بالراديى(*). ان
أم سعد تعلم الراوي كيفية رؤية الأحداث في نيضها وحرارتها الواقعية... ولكن هذه
الصيغة التعليمية تبالغ في رسم شخصيتها الرئيسية «أم سعد»؛ ان تصورها في شكلها
الثوري دون أن تضع في حسابها حرارة حب الأم لولدها وخوفها عليه؛ فهي نموذج ثوري
مجرد من احساسات ‏ الخوف والرهبة. «إذا عاد سعد الى البيت الليلة, اذا عادء فلن
أستطيع تناول الطعام...(١).‏ ورعُم ذلك:فان غسان يستولد من المخيم قيم النضال
١١8
تاريخ
يوليو ١٩٨٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 6868 (5 views)