شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 7)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 7)
- المحتوى
-
يستطيع وقف الاندفاع نحو هذا الهدف بهذا العدوان الإجرامي الكبيرء هذا العدوان الذي
خططت له الإدارة الأميركية» ومدته بكل أسباب القوة وأدوات الجريمة» وغطت جرائمه بكل
ما تملك من وسائل وإمكانيات» ابتداءًٌ من «الفيتو» الذي استخدمه مندوبوها في مجلس .
الأمن. ومروراً بالاتفاقيات التي مزقوها قبل أن يجف مدادهاء ب جفاف دم شهدائنا في صبرا .
وشاتيلا. وانتهاء.» وليس نبهاية.ء بزيادة الدعم السنوي الذي أقره الكونغرس الأميركي هذه
العصابة العسكرية مؤخراً.
فلقد كانت هذه الحملة الإجرامية ضد الشعبين اللبناني والفلسطيني» وبهذا الحجم الكبير,
حملة مشينة» مدفوعة الأجر كاماد من هذه الإدارة الأميركية للمرتزقة المجرمين في اليش
الإسرائيل» لتسخير المنطقة للنفوذ الأميركي وسيطرته. وتحاول إسرائيل بها أن تنتقل من دور
كلب الحراسة إلى دور الشريك الصغير المضارب في عملية النخاسة الحارية ضد منطقتناء
وضد شعوينا. ومما يؤسف له أن هذا التاريخ, في هذه الأحداث الجسام. بقدر ما كان تحديا
للأحرار والشرفاء في أ متنا وحافزاً جميع كوامن الخير والعطاء والفداء. كان, ويا للأسف. في
نفس الوقت» للبعض في منطقتنا فرصة ليقدموا على مذبحها القرابين والتنازلاات» بطريقة
مباشرة أو غير مباشرة» معتقداً ومتوهماً أنه بذلك يستطيع أن يكون بمأمن من غضب السادةء
ويغض النظر عما يدور ويحدث في أرض المعركة من ملاحم طاحنة ضروس غير عاباء «
وبنتائجها. ولكن التاريخ لا يرحم. ولن يرحم» والجماهير لا تنسى» ولن تنسى» وستشق
هذه الجماهير طريقها في هذا الأتون الملتهب. تصنع غدها المشرق وإرادتها الحرة» بعزيمة
لا تقهر. وإرادة لا تلين.
وقد أثبتت الأحداث ونتائجها طهر هذا التوجه الثوري الخلاق, وعمق أصالته. وكانت
برهاناً ساطعاً على صدق التجربة» ورسوخ المنطلق» وأعطت لجماهير أمتنا العربية العريضة,
أملاً حقيقياً ونوراً يستضاء به في هذا الصراع الذي تواجهه أمتناء أن تكون أو لا تكون» في
ظل هذه التحديات المصيرية» والحضارية» والتاريخية.
لقد خرج الفرسان الصناديد من بيروت المجاهدة» مرفوعي الرؤوس والرايات»
بنادقهم في أيديهم. لا يحملون من متاع الدنيا إلا حقيبة الجندي المقدامء» والشريف الذي
أعطى العطاء» وقدم المثل والأمثولة. ثم قبلوا بيروت وقبلتهم بيروت» وبجباه جماهيرها
وأطفالماء ونسائها ورجاطا.
ما كان من الممكن أن يكون خروج هؤلاء الفرسان من بيروت إلا من أجل أهلنا في
بيروت» وفي سبيل تجنيبهم المزيد من الذبح والتدمير» ومن أجل أن تضيء الحياة في عيون
أشبالهم وزهراهم. خرج الأبطال يحملون الغار فوق جبيهم. يرتحلون من هذا الموقع إلى
الموقع النضالي الجديد.ء يتعربش بهم سارية الجبل من جديد. جبلهم الحبيب. بكل الإيمان
والصلابة والأصالة .
أليس الجبل في هذا الترحال إلا للمجاهدين الأبطال» هو هذا الشعب الرائع المعطاءء
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 134
- تاريخ
- يناير ١٩٨٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39364 (2 views)