شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 9)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 9)
- المحتوى
-
هذه الجماهير العربية في الوطن العربي وبين الثورة الفلسطينية» وتؤكد على الحقيقة الثابتة على
أن المسيرة مستمرة» والبندقية مرفوعة» والأيدي على الزناد قوية. وأن هذا الرحيل ليس هجرة
رابعة» أو خامسة, ولكنه بناء لقواعد جديدة للثورة, وانعطاف قوي للالتحام بجماهير أمتنا
العربية العظيمة. وإننا نحن ندرك إدراكاً كاملا ٠ الجميع أبعاد الصراع في المنطقة» الصراع
الحضاري ضد الوحش الصهيوني الأميركيى. فإننئا نعرف أن بيروت ليست آخخر المعارك
العربية» ولكنها كانت ملحمة العرب الرئيسية. بل كانت أسطورة الصمود والتحدي في
مواجهة هذا الطاغوت الأمبريالي الأميركى الصهيوني الذي يحاول أن يعلق المنطقة كلها في
تالبه وبين أنيابه. - 1 1
ولقد ثبت» انطلاقاً من هذه المعطيات» أن معارك لبئان» وملحمة بيروت مركز الدائرة
على أرضية الجماهير وإرادتهاء ووعيها للتاريخ العربي المعاصر سياسياًء وفكرياً وعسكرياً.
ومن هذا يمكننا أن نرى بكامل وعينا وإدراكنا هذه المعارك المستمرة» وعلى أكثر من
جبهة. فالمعارك سجال بكل قسوتها وهمجيتهاء وبطولاتهاء ونتائجها. وعلينا أن نكون
مستعدين دوماً لها ولواجهتها بكل الظروف, وفي كل الأوقات.
وبقدر ما كانت بيروت عميقة في نتائجهاء برغم الزيف والأوهام في المنطقةء» بقدر
ما كانت رائعة في تجسيد هذا التلاحم الثوري الخلاق» بين الأبطال في القوات المشتركة» بين
المقاومة الفلسطينية. والقوى الوطنية اللبنانية» ومعها من حوصر من قوات الردع العربية
راسمة بذلك خطاً واضحاً لمجمل المسيرة اججماهيرية العربية. وانطلقت من كيد هذه الجماهير
الحقيقة الساطعة. ليتعانق الأحرار والشرفاء في ف أمتنا العربية» يصبون جهودهم المتفعجرة
ينابيعها حماساً والمتدفقة إعجازاً ثورياً فريداً هو نسيج وحدة. فمن انطلاق اليمن بأشطاره
الثلاثة» جنوبهء وشمالهء وفلسطينه. إلى حقيقة التأخي بين جبال الأوراس وجبال النار,
ومن مشاعر. المحبة تهزج من. جماهير السودان مع النيل الحادر لتصب وتلتقي مع طوفان
الجماهير وحماسهاء ووعيهاء وإرادتهاء على أزض الكنانة الحبيبة» وشعبها العريق» تتقابل مع
الجماهير الواعية على ضفتى الأردن. وضفاف دجلة والفرات» تتلاقى وتتعانق معها جميعهاء
هذه الجموع الملتفة حول قبر صلاح الدين» وخالد بن الوليد, لتجمع معها هذا الطوفان
البشري من أرض تونس الخضراء إلى الجزيرة العربية.
أليس هذا هو المعنى اللحقيقي والتجسيد الواقعي للبركان الذي فجرته بيروت في
لمنطقة. والذي لن تتوقف أمواج زلزاله إلا عند أبواب بيت المقدس» حيث ترتفع عليه رايات
أمتنا عالية خفاقة, شاء الطغاة أم أبواء رضي المستعمرون الصهاينة وسادتهم أم لم يرضوا.
هذه إرادة الله التي يجسدها هذا الإيمان الأصيل في قلب هذه الأمة. فإن لله جنودا إذا أرادوا.
وهذه الأمة العربية لا ينقصها المال ولا ينقصها السلاح». ولا ينقصها الرجال» ولا تنقصها
الإمكانيات» ولا تنقصها التوازنات الاستراتيجية» وغير الاستراتيجية» ينقصها شيء واحدء
/ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 134
- تاريخ
- يناير ١٩٨٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22204 (3 views)