شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 21)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 21)
- المحتوى
-
السلمية الوحيد الذي شهد خطوات تطبيقية هى مشروع الاستسلام الساداتي. أي
القبول العربي بالتسوية وفق شروط إسرائيل وحدهاء وأن هذا النوع من التسويات هو
وحده. الذي تتحمس له إسرائيل وتدعمه الولايات المتحدة. ولو همست واشنطن في آذ
أصدقائها العرب بآلاف الوعود عن تسويات ليست من هذا النوع. فإن السياسة
الأميركية لم تقدم في عهود رؤسائها المتعاقبين من الديمقراطيين والجمهوريين برهاناً
واحداً مقنعاً على مصداقية هذه الوعود.
ولعل منظمة التحريرء من بين الفرقاء العرب, هي الأكثر خبرة بحقائق السياسة
الأميركية إزاء الشرق الأوسط وقضية فلسطين بالذات. ومن أيرز دلائل ذلك أن ياسر
عرفات لم يته مرة واحدة على كثرة الهمسات وأنصاف الهمسات التي تلقى على مسمعه
منذ عام 2١97/١ فى هذه العاصمة أو تلك بشأن تطورات مرققية في الموقف الأميركي.
0 فتىء الزعيم الفلسطيني يكررء في كل الأحوال والظروفء أن الولايات المتحدة هي العدى
ن سياستها لا تحمل إلى الفلسطينيين إلا ماهو ضار. والذين تاهوا هم الذين
/ يصغوا إلى تحذيراته الدؤوبة. وقد ظل عرفات يؤكد ذلك حتى في الأوقات التي يركز
فيها على ضرورة الحوار الأميركي الفلسطيني المباشر؛ ذلك أنه في مقدمة من يعرفون
الفرق بين استجداء الاعتراف الأميركي بمنظمة التحريرء وبين إرغام الأميركيين
بالوسائل الفعالة على الاعتراف بها. وهوء إلى هذاء وأيضاًء فى مقدمة الذين يدركون
أهمية هذا الاعترافء ولايتهيّبء إزاء المزايدات» من وضع الحصول عليه بين الأهداف
التي ينبغي النضال للوصول إليها.
ومع أن في الموقف الراهن أموراً تختلف عن الحالات التي أشرنا إليهاء فما يزال
من الصواب القول بأن الجدل الدائر حالياً إنما يستندء في جانب كبير منه. إلى
تصورات واهمة بشأن موقف هذا الطرف أو ذاك من الأطراف الفلسطينية» ومثله الجدل
حول أقنية النشاط الذي تتبعه قيادة منظمة التحرير فى الوقت الراهن. .
إن الاتجاه للبحث عن تسوية لم يعد موضع خلاف جدي بين الأطراف الرئيسية
في المنظمة. وليست موضع خلافء كذلك. ضرورة تشديد كل أشكال الكفاح لتحسين
موقف المفاوض الفلسطيني. والمطالب الفلسطينية المقبولة تحددت على نحو غير مختلف
عليه هو الآخرء عنوانه العام الدولة الفلسطينية المستقلة على أي جزء يتحرر من أرض
فلسطين.. كخطوة تاريخية على طريق الحل الديمقراطي لقضية فلسطين. وهذة المطالب
صاغتها ثم بلورتها وطوّرتها قرارات: المجالس الوطنية الفلسطينية: واجتماغات الهيئات
القيادية الأخزى. منذ عام 2١91/5 حتى اليوم. وإذا كان الرأي العام الفلسطيني , قد
انقسم في وقفت من الأوقات بين تيار سمى نفسه «رافضا, وآخر سيمأة خصومه «قابلاٌ»:
فإن هذا الانقسام التأم -منذ تصالح التياران» وحلت «جبهة القوى الفلسطينية الرافضة
للحلول الاستسلامية» نفسها بنفسهاء وتكرست المصالحة على أساس وثيقة طرابلس
لعام 191/8١ء ولم يبق بعد ذلك من أصداء الانقسام سوى نفمات خافتة تصدر بين وقت
وآخر لسبب أو لآخر. وحتى لو جاز القول بأن دوافع الانقسام السابق ماتزال كامنة,
فليس في سلوك أي طرف فلسطيني رئيسي مايبعث على الخوف من أن جهة ستتحدر
إلى الاستسلامء أى أن جهة أخرى سترتد إلى نهج المغامرة.
م9 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 134
- تاريخ
- يناير ١٩٨٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22748 (3 views)