شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 26)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 26)
- المحتوى
-
منذ صدور قرار ضم الجولان وفرض الهوية الإسرائيلية على سكانه. وإلى ما قبل
الاجتياح الإسرائيلي للبنان: بأيام قليلة. ومفادها كلهاء ضرورة ضم الضفة والقطاع,
تماماً كما حدث للجولان.
ولعل الكثيرين اليوم» ويينهم مراقبون أميركيون وأوروبيون وشرق أوسطيون2.
يجمعون على أن الاجتياح الإسرائيلي للبنان الذي كان مرتقباً بين شباط ونيسان من
عام ١187 (والبعض يؤخره حتى أيار) إنما تأجل بسبب الانتفاضة العارمة التي كانت
تعيشها الضفة خلال شتاء ذلك العام وإلى الضغوط الأميركية والرغبة بإنهاء الانسحاب
الإسرائيلي من سيناء بسلام, وفق بنوبد اتفاق كامب ديفيد2ء» حتى لا يعكر صفو هذه
الاتفاقية معكرء يلفيها أى ينهيهاء بعدما كان الطرف المصري قد أوقف مباحثات الحكم
الذاتي من جانبه احتجاجاً على التصرفات الإسرائيلية المخالفة بحسب تقديره
لروح ونصوص اتفاقات كامب ديفيدء الموقعة بينهما.
ولعل الكثيرين من هؤلاء المراقبين المذكورين آنفاًء يتفقون أيضاًء على أن
الاجتياح الإسرائيلي للبنان» في جملة ما استهدفه من وراء ذلكء إنما رغب في إلقاء
مصير أراضي الضفة والقطاع في الظلء وإبعاد الأنظار السياسية عنهماء وكذلك
المشاريع والمبادرات بشأنهماء وإلغاء القدرة التمثيلية السياسية لمنظمة التحرير
دشأنهما. ويعضنا يذكر بلا شك أن الدخول الإسرائيلي إلى مدينة بيروت: بعد
خروج مقاتلي المقاومة الفلسطينية منهاء إنما تمّ عقب حدثين مهمينء هما: طرح ريغان
لمبادرته التي طالب فيها بالتفاوض حول مصير أراضي الضفة والقطاع والنقاش بشأن
مستقبل القدس من جهة»ء واغتيال الشيخ بشير الجميل رئيس الجمهورية اللبنانية
المنتخب آنذاك من جهة أخرى. ولا ريب أن هذا الاجتياح لمدينة بيروتء» قد أعاد إلقاء
الضوء على الأزمة اللبنانية وأزاح جانباً النقاش حول مصير الضفة والقطاعء بعدما كان
هذا النقاش قد احتل صدارة' الأحداث بعد الخروج الفلسطيني والعربي من بيروت» وفي
وقت كان بيغن وشارون وشامير ويقية الفريق الحاكمء لا يرى في مبادرة ريفان إلا أنها .
مبادرة ولدت ميتة» وليس بمقدورها غير الإساءة إلى مستقبل إسرائيل وتهديد وجودها
ومصيرها برمته» ولذاء كان يتوجب على إسرائيل محاريتها بلا تأخير أو هوادة.
وهكذاء فإنه بإبقاء نيران الأزمة اللبنانية مشتعلة, تخفث حيناً وتستعر في حين
آخر - لكنها أبداً تبقى متاحجة تحت الرماد يمكعن الاستمرار في صرف الأنظار 7
مصير الضفة 200 (وكذلك بالطبع الجولان المحتل والفضموم إلى إسرائيل). كما
يمكن من خلال ذلك إبقاء لبنان - بصراعات الطوائف والأقليات فيه جرحاً نازفاً في
خاصرة الصراع العربي الإسرائيلي» يسهل تسعير حريق حربه الأهلية ونشره في
أجزاء أخرى من الجسم العربيء عبر تأجيج حدة الصراع الطائفي والأقلاوي فيه. داخل
منطقة عربية يتراجع فيها شيئاً فشيئاً الانتماء القومي لصالح الانتماء القطريء وتنبعث
فيها مجدداً وبقوة صراعات الطوائف والمذاهب الأقلاوية والأكثروية على حساب الصراع
الاجتماعي بين الأكثريات الجماهيرية المسحوقة والأقليات الساحقة.
يبقى أنه: في أحسن الأحوال: يمكن إقفال هذا الجرح على زغلء بنظر إسرائيل,
عبر تشكيله الركن الثالث من مثلث السلام الذي دعا إليه شارون في المنطقة ولحقه
56 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 134
- تاريخ
- يناير ١٩٨٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22748 (3 views)