شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 27)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 27)
- المحتوى
-
الفريق الحاكم بعدهاء بحيث يكون لبنان البلد الثاني بعد مصرء الذي يوقع اتفاقاً للسلام
مع إسرائيل. وإلاء فله أن يوقع «اتفاقاً» دون معاهدة صلح معلنة وأكثر من محرد اتفاق
أمني ينتهي بانسحاب عسكري إسرائيلي من أراضيه. وخلاف ذلكء ليس للبنان من
مناص أن يبقى عرضة للانشقاقات والانقسامات والتشظيّات الطائفية والمذهبية فيه.
الأهداف الاسرائيلية من المفاوضات
انطلاقاً مما سبقء واستتاداً إلى الخلاف في وجهتي النظر الإسرائيلية (الفريق
الحاكم) والأميركية (إدارة ريغان), بشأن المبادرة الأميركية للرئيس ريفان, والتي أنتجت
تجاذباً وضغوطاً متبادلة بين الطرفين2» ويرزت أخيراً في صورة الخلاف .حول مقدار
المساعدة المالية الأميركية الممنوحة لإسرائيلء ينتظر المراقبون» بمايشبه الإجماع
التام» أن تعمد إسرائيل إلى إطالة أمد المفاوضات أكبر مدة زمنية ممكنة. لأنها بذلك
تحقق هدفها الرامي إلى صرف الأنظار كما أسلفنا عن مصير أراضى الضفة
والقطاعء إضافة إلى أنها تغرق قضية التمثيل السياسي للفلسطينيين والدور المقدّر
للملك حسين أن يلعبه بالتوافق مع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات
والزعماء العرب في لجة الإهمال والنسيان. وأما الخلاف المصري الإسرائيلى بشأن
ذقاط الحدود المختلف عليها بين الدولتين؛ وبينها نقطة الحدود في طاباء فتصبح في
خير كان.
وينطلق التكتيك الإسرائيلي الهادف إلى إطالة أمد المفاوضاتء من اعتبار أساسء.
ن الولايا المتحدة الأميركية وحدها القادرة على ممارسة الضغوط عليهء في فترة ينقسم
0 فيها على أنفسهم» وينشغلون بحروب على أطراف حدود منصطقتهم العربية
(كالحرب العراقية الإيرانية والحرب الصومالية الأثيوبية)» أو بين بعضهم البعض
(الحرب ة في الصحراء المغربية وعلى الحدود السودانية.. الخ...) وما إلى ذلك من أمور,
هي كثيرة وهمّها أكثر. وليس اختلال الميزان العسكري بين العرب وإسرائيل: إلا أهون
شرورهاء ونتيجة من نتائجها.
ولذاء يحسب التكتيك الإسرائيلي وهو في ذلك على حق أن عامل الوقت
المنصرم يوماً بعد يوم» إنما يلعب لصالحه. فهو من جهة يرسخ الاحتلال العسكري
للبنان ويحوّله إلى أمر واقع زائداً في جدة النزاعات الطائفية وشدة الانقسامات
المناطقية والجغرافية. وهى من جهة أخرى يشدّد الطوق حول خناق الإدارة الأميركية
التى ستجد نفسها تقترب أكثر فأكثر من موعد الانتخابات الأميركية واستحقاقاتها
الداخلية التي تشغل عادة أي رئيس أميركي, ومعه إدارته. عن الهموم الخارجية
ومشاكلها. 0
وبذلك» ومع تقادم الوقتء يتحرّر الفريق الحاكم في إسرائيل من الضفوط
الأميركية» ومن ورائها الضغوط العربية واللبنانية» ويعود إلى الإمساك بمقود الصراع
العربي الإسرائيلي بين يديه من غير منازع. كما يخف بذلك احتمال الضغط الداخلي
عليه من الداخلء عبر المعارضة الإسرائيلية العمالية. مع مايمكن أن يرتبه ذلك من
نتائج على توازنات القوى السياسية الموجودة في السلطة. بل وعلى بقائها فيها
"51 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 134
- تاريخ
- يناير ١٩٨٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22189 (3 views)