شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 30)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 30)
- المحتوى
-
شرظاً من الشروط الهامة التي يعرف الأول سلفاً أنه لن يطالها.
ولعله انطلاقاً مما تقدم ودونما توسع فيه لغايات وحدود البحث ب .ييدو الطرف
الإسرائيلي المفاوض وكأنه يقدم تنازلات كبرى عندما يتخلى عن مدينة القدس كمكان
للمفاوضات وعن المستوى الوزاري الواجب التمثيل فيها باعتقاده. وتعلم إسرائيل
ومفاوضوها بلا شكء. أن القدس مايزال وضعها مجال نقاش وجدالء وأن الرئيس
المصري حسني مبارك الذي تعترف بلاده بإسرائيل رفض زيارتها كي لا 0 أى يسبغ
صفة الشرعية على جعلها عاصمة لإسرائيل. كما يعلم المفاوض الإسرائيلي أن الولايات
المتحدة الأميركية نفسها رفضت نقل سفارتها إلى القدسء وكذلك فعل الفاتيكان أكبر
المراجع الدينية المسيحية في العالم» وهى ما ترفضه بالتالي كبريات العواصم في
المحيط الدولي. فأنى للبنان والحال هذه أن يجري مفاوضات في القدس؟ وأما
المستوى الوزاري المفترض التمثيل في المفاوضات فهو لا يعني أقل من الاعتراف
السياسي بوجود دولة إسرائيل (ولو بصورة شكلية). وهى أمر لا تزال الدول العربية
تأمل أن تقايض به الأرض التي تحتلها إسرائيل» وذلك من خلال «مشروع السلام
العربي» الصادر عن قمة فاس. أبمقدور لبنان المحتاج إلى محيطه العربي افتماريا
وحياتياً بالأساس» أن يخرق سقف الإجماع العربي فى هذا المجالء وهو يعلن في كل
لحظة على لسان مسؤوليه الرسميين انتماءه إليه كخيار حر رتبه واقعه المحيط عليه
بحسب التصريحات؟
ولذاء فإن المفاوض الإسرائيلي, إذ يتصلّب في هذه الشروط, فلكي يطيل أمد
المفاوضات مستفيداً من عامل الوقت كما أسلفنا وليبدى بصورة المقدّم التنازلات,
التي ليس بعدها تنازلات. لكن المفاوض الإسزائيلي يعلم علم اليقين أنه قد ربح منذ
البداية نقطة لصالحه: لجا المفاوض اللبناني إلى التمسك بها أمس واليومء ألا وهي
صلاحية اتفاقية الهدنة القائمة منذ العام ١545 في تنظيم العلاقة بين لبنان وإسرائيل.
ذلك أن مجرد بدء مفاوضات لبنانية إسرائيلية يفترض أن يقدم خلالها كل من الطرفين
' تنازلات للطرف الآخرء سترتب بنتائجها تعديلات ما في العلاقات اللبنانية الإسرائيلية,
على ضوء واقع الاحتلال ونتائجه» وسقوط محاولة إخراج إسرائيل من دون شروظ عبر
انسحاب قواتها من كامل الأراضي اللبنانية وفق منطوق ومضمون القرارين الدوليين
الصادرين عن مجلس الأمن وهما القراران 5١048 وه ذلك أن مجرد بدء المفاوضات
من خلال «لجنة الاتضال» عنى ويعني اليوم تخلياً لبنانياً ودولياًء بل وبالتحديد أميركياً.
عن القرار الدولي ذي الرقم 504 الذي سبق أن نال إجماع أعضاء مجلس الأمن؛ ونص
صراحة على" وجوب انسحاب إسرائيل وياقي الجيوش والقوات من لبنان دون قيد
أو شرطء ودونما حاجة إلى- مفاوضات تستدعي تنازلت من قيل الطرف اللبناني: ولولا
الاستعداد الأميركي لقبول مبدأ المفاوضات لأسبابه الخاصة لكان بإمكان الطرف
اللبناني. التمسّك بوجوب تنفيذ القرار الدولي الحائز إجماعاً في الموافقة عليه: وطلب
الدعم على أساس منه.
في ضوء ما سلفء لا يعود مستفرباً أن يلجا المفاوض الإسرائيلي وف ما فعله
على أية حال # إلى اعتبار اتفاقية الهدنة لعام 0 لاغية يسبت هذه الحجة أو تلك»
59 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 134
- تاريخ
- يناير ١٩٨٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22748 (3 views)