شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 33)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 33)
المحتوى
إعادة تكوين الوحدة اللبنانية الوطنية» وتركيب لبنان الكبير الذي قام سنة ‎١17١‏ بقرار
من فرنسا عبر ضم الجنوب والبقاع والشمال إليهء يصبح أمراً بعيد المنال» لا سيما وأن
الأنباء لا تزال تترى وتتالى عن رغبة أطراف عدة مشتركة في أزمة المنطقة داخلياً
وخارجياً. لا ترغب أن يعود لبنان كما كان.
وإذن» فإن الأنباء التي تشير إلى تصريح أحد المسؤولين المقربين من مناحيم
بيغن بأن من الأفضل إبقاء الجنوب بيد إسرائيل هو والجبل مع بقاء سوريا في البقاع
والشمالء إلى أن تحل أزمة الشرق الأوسطء لا يعود مستغرباً وسط هذه الأجواء. كذلك:
لا يعود يدهش توقع شمعون بيريس أن يعود لبنان إلى حدوده الصغرى التي كان عليها
قبل أن تنشاً دولة لبنان الكبير عام ‎.١157١‏ ولن يعجب المراقبون بعدهاء إذا ما سمعوا
أن «العزيز» الدكتور هنري كيسنجر يدعو اليوم إلى بقاء إسرائيل وسوريا في لبنان لكي
يكون لكليهما مجال أمني حيوي يحمي أرضهما وحدودهما إلى حين قيام اتفاقية سلام.
ومن ذا الذي تذهله الأنباء الصحافية التي تروي عن لسان رئيس الجمهورية اللبنانية
السابق الياس سركيسء أنه في العام ‎١514‏ وضع الحكم الشهابي يده
على تفاصيل مشروع دقيق لتقسيم لبنان إلى دويلات تبدل وجهه السياسي والديمغرافي
كما تروي مجلة الحوادث في عددها الأخير رقم (15؟١)‏ ص ‎١5‏ بعدما ضجت
الأسماع من إشارات العميد ريمون إده والرئيس سليمان فرنجية إلى أمثال هذه
المخططات, ويعد أن أصبح معروفاً للجميع خبر المراسلات الشهيرة المتبادلة بين
بن -غوريون وموشيه شاريت وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك. ومفادها وجوب إثارة
النعرات الطائفية في لبنان لتفتيته عبر قيام كيانات هزيلة فيه؛ تبرّر وجود دولة إسرائيل
في شرق مفتت ومنقسم دينياً وطائفياً ومذهبياً.
لكن ما يخيف الطرف اللبناني والمراقبين» ليس أنباء مثل هذه المشاريع التي سبق
أن طرحت إيّان مفاوضات سايكس ‏ بيكو الفرنسية الانكليزية عام 1417/ وما تزال
تطرح إلى اليوم. بقدر ما يخيفه «غول» حقيقي يدعى فعادً وقول «بالأمر ع
فإسرائيل التي لم يكن معترفاً بهاء ولم تكن مقبولة من أحد قبل عشر من السنين تقر
(قبل عام 1977 وعام ‎١191754‏ اتفاقية .الكيلومتر ‎٠١١‏ وما تبعها) أصبحت الآن 0
يقايض معها بالسلام العربي الأرض التي احتلتها في عام ‎١544‏ وعام 1577 وذلك
لأنها «أمر واقع» عمره يقارب خمساً وثلاثين سنة: وقبرصء التى حسب البعض أن
انفجار العنف الطائفي فيها أوائل السبعينات ‏ كما حدث في لبنان ‏ سيكون مؤقة
فيعود كل شيء إلى حاله. لا تزال منقسمة طائفياً إلى اليوم بين جمهورية قبرصية
يونانية وشبه جمهورية قبرصية تركية؛ و «الأمر الواقع» ما يزال يفعل فعله في الجغرافيا
والتاريخء وفي النفوس والنصوص. ترى2 أي شيء يمنع الانقسام الطائفي والتشرذم
المناطقي وعمره في لينان تقريباً من عمر الأزمة القبرصية وربع عمر دولة إسرائيل _
من التحول إلى «أمر واقع» مستجد حقيقي وقائم في المنطقة. إذا.ما استمرت الحال على
هذا المنوال قدراً من الزمن أطولء ومرت السنون و «الأمر الواقع» اللبناني الجديد,
لا يحول ولا يزول. وكيف لا يخشى الطرف اللبناني ومعه المراقبون ما أشير إليه آنفاً
طالما أن الاحتلال الإسرائيلي للبنان قد ولد معادلة جديدة في المنطقة. تقول: إن في
دن
تاريخ
يناير ١٩٨٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22189 (3 views)