شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 36)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 36)
المحتوى
المنطقة بغير ما تشتهي أهواء الراغبين فيه» ولأسباب شتّى متعددةء فيبقى لبنان وحيداً
في قاطرته ليلحق مصرء ولينأى بعيداً عن محيطه العربيء وفي ذلك من الضرر
الاقتصادي والسياسي عليه الشيء الكثير. مما قد لا يسمح بقيام له بعد ذلكء ولا بدور
يتعدى حدود المحمية الإسرائيلية.
وبغض النظر عن صحة هذا الهدف أو عدمهاء ومع الإغضاء عن الانتقادات
الموجهة إليه برغم صوابيتهاء فإن الأكيد هى أن هاجس إخراج المحتل الإسرائيلي
بأقصى سرعة ممكنة يحكم تصرفات الطرف اللبناني, لإدراكه أن الوقت لا يعمل لصالحه
على الإطلاق» وأن كل يوم يمضي إنما هى ‏ بنتائجه الفعلية على الأرض ‏ ثقل جديد
يرجح كفة المفاوض الإسرائيلي في ميزان التناقض الإسرائيلي ‏ اللبناني» لأسباب سبق
شرحها في ما سلف.
لكن _الهدف الأهم الذي يسعى إليه المفاوض اللبناني ويرمي إلى نيله من وراء كل
مايبدى على سطح الأحداثء إنما هو الإبقاء على دور لبنان في محيطه العربي» برغم
ماقد يقدم عليه من تنازلات. وانطلاقاً من ذلك تسعى السياسة اللبنانية الرسمية وتجهد
لكي تطبق المثل الشعبي المعروف والقائل: «لا يموت الذئب ولاايفنى الغنم». فهي من
جهة, لا تريد للاحتلال الإسرائيلي أن يبقى في لبنان» فيعمل مزيداً من التفتيت
والشرذمة في جسدهء وهي من جهة أخرىء لا ترغب في خسارة المحيط العربي الذي
هو مداها الاقتصادي والسياسي الحيوي الذي لا تستفني عنه. وإذا كانت المملكة
العربية السعودية تستورد من لبنان وحدها ما يزيد عن نصف صادراته. ومنها يرسل
اللبنانيون العاملون ملايين الدولارات مما يصحح العجز فى ميزان مدفوعاته. وإذا كانت
اليوم لا تني ترسل الإشارات ذات المغزى السياسي عبر تعليقات إذاعتها الرسمية
وافتتاحيات صحفها عن وجوب عدم انفراد لبنان في قبول صلح منفرد يضطر إلى دفع
ذمنه غالياً: فإنها قد حذرت بما لايدع مجالاً للشك يأنها ستعاقب على ذلك عند
الضرورة: عندما أوقفت استيراد بعض أنواع الصادرات اللبنانية بداعي الخوف من
تسرب البضائع الاسرائيلية المهربة عبرها. كذلك فإن سوريا لا تغفل هي الأخرى عن
التلويح بأضرار معاهدة صلح مع إسرائيل ‏ لأسبابها الخاصة أيضاً ‏ ولا حاجة هنا
للإشارة إلى تأثيرها على مجمل حياة لبنان الاقتصادية والسياسية بحكم موقعها
الجفرافي, الذي تمر ثلاثة أرياع التجارة والترانزيت عبرهء وهما عمادا الاقتصاد
اللبناني» هذا دون الحديث عن باقي الآثار والنتائج. ‏ .
واستناداً إلى هذا الهدف الذي يسعى إلى عدم التفريط بالعلاقات مع المحيط
العربي برغم الاستعداد لتقديم ما أمكن من التنازلات: وانطلاقاً من سياسة «لا يموت
الذئب ولا يفنى الغنم» المجبر لبنان على سلوكهاء يصبح موقفه التفاوضي رهين خطوات
مترددة ‏ من منطلق نظري بحتء هذا إذا وجد مثل هذا المنطلق ‏ وهذا سيدفع يه
أكثر إلى الاعتماد على الولايات المتحدة الأميركية وحدها لإنقاذه من هذا المأزقء: كما
أن هذا سيجعله أكثر فأكثر رهين قراراتهاء مع ميل إلى التنازل عند اللزوم» في سبيل
هدف يعلئة الموقف الرسمي وهو استرداد الأرض.
6
تاريخ
يناير ١٩٨٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22189 (3 views)