شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 37)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 37)
المحتوى
الأساليب اللينائية الراجحة الاتباع
انطلاقاً من الرغبة اللبنانية الرسمية في تسريع المفاوضات والسير بها قدماً.
خلافاً للرغبة الإسرائيلية القائمة على كسب الوقتء وخضوعاً لمجمل العوامل والأهداف
الضاغطة على موقف المفاوض اللبناني, بدا الموقف اللبناني مرناً وليناً في شؤون كثيرة
ومتعددة؛ برغم تصلبه في أخرى. فهو إذا كان قد رفض مفاوضات تجري في القدس
وبمستوى وزاري كما أشرنا من قبلء إلا أنه بالمقابل قدم تنازلات عدة.
فقد نجحت إسرائيل حتى الآن في إجبار لبنان على دخول مفاوضات كان يعلن
سابقاً أنه يرفضهاء لكونها غير ذات ضرورة في ظل وجود قراري مجلس الأمن الدولي
برقم / ‎٠‏ ى 0505 إضافة إلى باقى القرارات. وما كان له أن يدخلها لو توافر ضغط
أميركي مناسب بهذا الخصوص. كذلك اضطر إلى إشراك مدنيين فيها وإعطاء رئاسة
الوفد إلى واحد منهمء؛ بعدما كان يرفض أن يضم إلى الوفد إلا العسكريين. وهذا
ما أعطى المفاوضات الطابع السياسي و «التطبيعي» و «السلمي» الذي تريده لها
إسرائيل: كما أسقط عملياً وفعلياً اتفاق الهدنة المعقود عام ‎١94/4‏ وقيمة القرارين الدوليين
بشأنه. ولولا تراخي الضغط الأميركيء لما كان لذلك أن يتم.
ولكي يتحاشى الموقف اللبناني أضرار سياسة «شق الصف» التي تتبعها إسرائيل
عبر إثارتها للنعرات والخلافات والمعارك الطائفية عسكرياً وسياسياً. فقد قام باستجماع
التأبيد حول سياسته في المفاوضات عبر التشديد على ضرورة وحدة الموقف التفاوضي
اللبناني وتعبير عن رأي موحد ومن خلال إشراك رؤساء الحكومات السابقين ‏ وهم من
الصف الإسلامي ‏ في المشاورات بشأن السياسة الواجبة الاتباع. كذلك إطلاعه
المجلس النيابي اللبناني من خلال لقاء لجنة الشؤون الخارجية فيه مع وزير الخارجية
اللبناني الدكتور إيلي سالم. وقد ظهرت نتائج هذه السياسة إعلامياً. من خلال موجة من
«التضامن» النسبي مع مواقف الحكم اللبناني بشأن السياسة التفاوضية: يَسَعى المفاوض
اللبناني إلى استخدامها بأقصى طاقته.
ولأن الاستفراد الإسرائيلي بلبنان ضمن المفاوضات يسير وسهلء ولأن إسرائيل
قدمت شؤون التطبيع ومن ثم الترتيبات الأمنية على موضوع الانسحابات الواجبة
التنفيذء فإن المفاوض اللبناني, الذي قدم موضوع الانسحاب الشامل على الموضوعين
الآخرين. اضطر إلى مزيد من الالتجاء إلى أحضان الموقف الأميركي. وهى يرى أنه من
غير الاشتراك الكامل للولايات المتحدة الأميركية فى المفاوضات, فإن الأخيرة ستطول
إلى ما لانهاية» ولن تكون نتائجها إلا لصالح إسرائيل. وبذاء فإنه يزداد ارتهاناً ‏ رغب
في ذلك أم لم يرغب ‏ إلى شروط الموقف الأميركي وسياسته في لبنان والمنطقة
والعالم.
استناداً إلى ما سبقء وانطلاقاً من رغبة لبنان في عدم تقديم جدول للأعمال لأن
لا مطالب لديه سوى انسحاب إسرائيل من أرضه. ولأن الخلاف قائم بينه وبين إسرائيل
حول ترتيبات نقاط المفاوضات الواجبة النقاشء ولأنه يسعى إلى تسريع المفاوضات التي
تعمل إسرائيل وستعمل على إعاقتهاء فإن وقتاً سيهدر من غير طائل في مناورات
امن
تاريخ
يناير ١٩٨٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22748 (3 views)