شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 39)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 39)
- المحتوى
-
وأرصدة عائدات النفط العريية. ومنه تنسرب إلى المصارف الأجنبية والأميركية
خصوصاً.
أما وأن النهوض والمد الوطنيين في لبنان قد استحالا تراجعاً وجَرْراً ساحقين,
والهوة بين اللبناني والفلسطيني ازدادت عمقاً واتساعاًء لأسباب عدة لا مجال لتعدادهاء
ولأن بلداً عربياً أو متوسطياً لم يستطع أن يسد الفراغ الذي تركه غياب الدور اللبناني
وبالتحديد اقتصادياً الذي ظل محط الأنظار خدمات ومصارف وشركات إلخ... ولأن
«البؤرة» المشتعلة خمدت نيرانها شيئاً فشيئاً بفعل «ثورة على الثورة», فإن كل الظروف
اجتمعت لتعيد البريق إلى الدور اللبناني في العين الأميركية.
وهكذاء فإن الولايات المتحدة الأميركية, وبالتحديد الإدارة الحالية» عادت تتطلع
من جديد إلى استعادة لبنان دوره الاقتصادي القديم «كمصرف» للأموال والعائدات
النفطية العربية و «مسرب» للرساميل والاستثمارات الأميركية إلى المنطقة, لا سيما وأن
هذا «الدور» غير مهدد بأي تهديد جدي هذه المرة. خصوصاً إذا ماتم الانسحاب
الإسرائيلي من لبنان واستردت الدولة هيبتها في ظل رغبة واسعة وشعبية بوجوب قيام
حكم مركزي قوي. وبذلك: تستطيع الولايات المتحدة الأميركية» أن تمسك بخناق المنطقة
العربية بيدين واحدة «عسكرية» ممثلة في إسرائيل؛ وأخرى «اقتصادية» ممثلة في لبنان؛
أو بالأحرى هكذا تريد له أن يصير ويكون. وإذا كان لهذا الأمر أن يتحققء فلا بد من
استعادة لبنان لجنويه ويقاعه والشمالء لتستعيد «الدورة الاقتصادية» التقليدية حياتها
من جديدء إن بدون هذه «الأطراف» التى لا تخضع «للشرعية اللبنانية» يصعب على
«المركز» أن يعيش ويؤدي دوره المنشود. ولا تزال الأنباء تتزايد حول تهافت رجال
الأعمال الأميركيين وممثلي الشركات الأجنبية على المجيء إلى لبنان لدراسة إمكانيات
العمل والتثمير فيه مجدداً. برغم ظروف الاحتلال الواقع على أرضهء وظلال الحرب
الأهلية التي لا تزال تخيم في مناطقه. وآخر هذه الأنباء. ما أشارت إليه مجلة «المجلة»
(في عددها رقم )١٠١( ص ١؟١)./ من أن إدارة ريغان قد نصحت الشركات الأميركية
بإرسال بعثات إلى لبنان لدرس إمكانات العمل والاستثمار والتجارة في هذا البلد. وأن
ذلك قد جاء فى وثيقة أميركية رسبمية أرسلت نسخ منها إلى سفارات الولايات المتحدة
الأميركية في عدة عواصم شرق أوسطية, وحصلت المجلة على إحداها. ومفاد الوثيقة
أن فرص الاستقران السياسي قد تحسنت في لبنان» وأن من السهل قيام عمليات
مشتركة بين الشركات اللبنانية والأميركية فى هذا البلد. كذلك, جاء فى الوثيقة, التى
تعتبر الأولى من نوعها منذ سنوات كما تقول المجلة» إن السفارة الأميركية في بيروت
تعتبر أن إمكانات العمل للقطاع الخاص في لبنان هي ممتازة الآن.
وبغض النظر عن صحة الوثيقة أو عدمهاء فإن الخبر يجيء وسط مجموعة من
الإشارات الإعلامية والسياسية التي تصب في المنحى نفسه وتؤّشر إليهء. وكلها تكد
الاهتمام الأميركي بالدور الاقتصادي اللبناني المأمول قيامه. إلا أن هذا التطلع
الأميركي الذي تدعمه الإدارة الحالية؛ بغية استعادة لبنان لموقعه الاقتصادي «الحيوي»
مشروط بجملة ظروف سياسية موضوعية تلعب إسرائيل ولبنان والدول العربية دوراً
مؤثراً فيهاء ولا بد من تحققها على الأرضء لكي يكتمل هذا التطلع الأميركي
7 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 134
- تاريخ
- يناير ١٩٨٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22748 (3 views)