شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 40)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 40)
- المحتوى
-
«الاقتصادي النظرة» إلى لبنان. فإذا ما حالت الظروف دون تحققه, وقد تحولء فإن
البدائل السياسية المناقضة لهذا النزوع وذاك التطلع» تكون جاهزة للتطبيق من ضمن
«براغماتية» السياسة الأميركية, كما أشرنا من قبل.
وبرغم ذلك كلهء فإن ما ذكر.ليس إلا الجانب الاقتصادي من الاهتمام الأميركي,
وهى ضئيل الأثر إذا ماقيس بالاهتمام السياسي الأميركي. فلبنان اليوم» لا يستقبل
الولايات المتحدة الأميركية بالترحاب من قبل الجانب الرسمي وحسبء بل ومن قبل
الجانب الشعبي والجماهيري. «فالمزاج الجماهيري» الذي أنهكته سنوات الحرب الأهلية
المنصرمة؛ لآلف سبب وسببء يستقبل أميركا بالترحاب (في غالبيته الساحقة) هو أيضاً
بعدما كان طوال سنوات وسنوات ينظر إليها على أنها العدى الأول» وينظم المظاهرات
والتحركات ضدها وضد مصالحها. و «المارينن» الأميركي هو «المخلّص» اليوم
عام 11487 وما يلحقه, بعدما كان «الجلاد» عام .١155/8 وهذه الصورة مرشحة للمزيد من
اللمعان والبريق في «المزاج الجماهيري»., إذا ما استطاعت الولايات المتحدة الأميركية
أن تضغط على إسرائيل من أجل تحقيق انسحابهاء مع ما يرده ذلك من آثار ونتائج على
سياسة لبنان الرسمية. ظ
واذا ما فشلت الولايات المتحدة الأميركية في الضغط على إسرائيل» فإن
«سمعتهاء الجديدة. ستكون عرضة للانهيار والزوال؛ ولن يمنع شيء على الاطلاق عودة
موجة العداء لها من الارتفاع مجدداً. كما أن ما يمكن أن تكسبه «جماهيرياً» و «رسمياً»
إذا ما أعادت الجنوب والبقاع والشمال إلى لبنانء معرضة لأن تخسره حتى في بيروت
إذا فشل الرهان عليها. ولم يكن يوماً لبنان «الرسمي» و «الشعبي» معها طوال تاريخه,
كما هو الآنء ولن يكون كذلك مستقيلاً أو يستمر إذا فشل «الدور الأميركي» في تحقيق
الآمال المعقودة عليه. ١
وتدبح الولايات المتحدة الأميركية الشيء الكثير من وراء هذا التأييد السياسي
عربياً ودولياً مما سيجيء ذكره» لكنها تربح في لبنان استعداداً منذ الآن - رسمياً
وشعبياً لكي تكون صاحبة النفوذ الأول فيه سياسياً واقتصادياً. ودونما حرج بل إن
مالم يخطر في الحسبان: أصبح وارداً في حسابات الأنباء الإعلامية. من أن مركن
المراقبة القائم على جبل الباروك والذي تصر إسرائيل على عدم التخلي عنهء يمكن أن
يصبح بيد الولايات المتحدة الأميركية وتحت إشرافهاء هو محطتي الإنذار المبكر
الأخريين التي أنشآتهما إسرائيل في الجنوب. وبالطبع فإن مثل هذا الإشراف الأميركي
سيعني إذا ما كرس بمعاهدة أو باتفاق أمني أو ما شابه وجوداً عسكرياً دائماًء
يكون إحدى قواعد قوات الانتشار السريع فى المنطقة, كما سيعنى أن التصور
الاستراتيجي الأميركي للمواجهة مع الاتحاد السوفياتي. أصبح في أحد أطرافه
العسكرية يمر. «بوجود» قائم في لبنان نفسه. ويالطبع, فإن هذا «الوجود» الأميركي
سيكون أجدى, وأنفع للولايات 0 عندما . يكون قائماً فى دولة «لينان الكبير»
بحدودها المعترف بها دولياً: بدلا من أن يكون جزماً من دولة «لبنان الصغير» المفتتة
والمجزأة: هذاإذا قام أصلاً. .
0 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 134
- تاريخ
- يناير ١٩٨٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22189 (3 views)