شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 41)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 41)
- المحتوى
-
الدوافع العربية للموقف الأميركي
لا ينطلق «الدور الأميركي» في لبنان من بواعث لبنانية وحسبء بل تدفعه ولا ريب
دوافع سياسته في المنطقة العربية» وتنازعه النفوذ مع الاتحاد السوفياتي فيها. ومن
الواضح أنه في هذا المجال بالتحديد تكاد المنطقة العربية بكاملهاء تتحول إلى «بحيرة»
أميركية2 لولا بعض الاستثناءات هنا أو هناكء ويهذا الشكل أو ذاك. دون مساس
بالجوهر.
وليس يجدي الحديث عن الأسباب التي قادت إلى ذلك ولا هذا مجاله بقدر
ما يؤشر ذلك إلى أن الأنظمة العربية إجمالاً تقريباً. تنتظر من الولايات المتحدة
الأمبركية أن تظهر «حسن نيتهاء» عريياً فض ف على إسرائيل من أجل القيول
بالانسحاب من الأراضي العربية المحتلة بعد عام 1971. ى «مشروع السلام العربي»
و «مبادرة ريغان» يصبان في هذا الاتجاه بالتأكيد.
ولا شك أن نجاح الإدارة الأميركية في إخراج إسرائيل من لبنان دون تنازلات
كبيرة تذكر من جانبه. ستدعم وجهة نظر المراهنين على أميركا وقدرتها على تحقيق
السلام؛ كما ستزيد من ثقتهم بإمكانية تحقيق حل سلمي للصراع العربي الإسرائيلي
في المنطقة, وتثبّت إلى عقود قادمة «الدور الأميركي», وبلا منازع يذكر. وعلى النقيض
من ذلك, فإن الفشل الأميركي في إخراج الاحتلال الإسرائيلي من لبنان «بالشروط
العربية والأميركية» سيؤدي بسرعة إلى فقدان الثقة بها من قبل الدول العربية التي
وضعت أوراقها في «سلتها» السياسية والعسكرية والاقتصادية؛ كما ستجعل شعوب هذه
الدول عرضة لتأثير التيارات السياسية والديذية المعادية جذرياً للسياسة الأميركية مع
ما يولده ذلك من نتائج رسمية وشعبية.
ولقد أصبح معلوماً أن هناك الكثير من «نقاط الاتفاق» «الإيجابية» بين مشروع
السلام العربي الصادر عن قمة فاس وبين مبادرة ريقان, كما يراها أصحاب هذه
التصريحاتء وأن الكثير من الآمال يعقد على هذه «المبادرة». ويغفض النظر عن دقة هذا
التحليل المتفائل أو عدمهاء فإن مالاريب فيه هو أن سلاماً منفرداً بين بيروت وتل أبيب-
أو ما يشابهه محتوى ومضموناً وإن خرج عليه شكلاًٌ وظاهراً. من شأنه أن يعطل
المشروع العربي والمبادرة الأميركية لصالح وجهة النظر الإسرائيلية بقيادة فريق
بيغن شارون شامير الرافضة لمبدأ الانسحاب من أراضي الضفة الغربية والقطاع
والمعارضة لأي حق بتقرير المصير للشعب الفلسطيني فيهماء باستثناء مبدأ الحكم
الذاتي» المرفوض فلسطينياً وعربياً. ذلك أن مثل هذا «السلام» مع لبنان» سيقوي مواقع
إسرائيل التفاوضية مستقبلاً مع أي طرف عربيء» وسيعمل على تكريس مبدأ اليرت
الإسرائيلى بكل بلد على حدةء ويجعل من إسرائيل في المنطقة القوة الإقليمية الأقو
على فرض كلمتها وسياستهاء حتى بإزاء الدول الكبرى وبينها الولايات المتحدة
الأميركية.
وإذا لم ينجح الضصغط الأميركي في تحقيق الانسحاب الإسرائيلي» من لبنان,
فيصبح الأخير ألعوية البلد المحتل الذي تستطيع إسرائيل أن تهدد به أي بلد عربي
آخرء وترهن مصيره إلى النتائج نفسهاء وسيخفق «الإغراء» الأميركي للملك حسين
5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 134
- تاريخ
- يناير ١٩٨٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22748 (3 views)