شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 51)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 51)
المحتوى
وهكذا مع نهاية عام 15487., يمكن القولء. بتحفظء أن السيرورة التي بدأت في
سنوات الأربعينات قد تأطرت صيرورة قطرية فى المنطقة العربية كدول ما بقى جامعاً
لها هو ارتباط مصالحها القطرية» وليس ما تدعيه من مصالح قومية؛ ولا أدل على ذلك من
الموقف حيال القضية الفلسطينية.
فهل كانت الجماهير العربية مع هذا المسار؟ وإذا لم تكن معه. ماذا فعلت.
لتعطيله؟
إن المتتبع للأدب السياسي العربيء منذ بدأت التشكيلات السياسية المنظمة
بالظهورء يلحظ أن ما من منشور سياسي أو بيان أى خطاب أو مقالة إلا وللجماهير فيها
من الكلمات والأوصاف والمهام ما يفوق إمكانية الحصر. لكن المتتبع أيضاً لتلك البنى
السياسية يلحظ أمرين:
‎١‏ ان الجماهير كانت بالنسبة للنخبة السياسية التقليدية, التي صارعت
الاستعمار. صوتاً انتخابياً تبحث عنه في معركة الانتخابات» وذلك حين كانت في الأقطار
العربية بعض الديمقراطية.
‏إن الجماهير بالنسبة للنخب السياسية, التي انتظمت على أساس
أيديولوجي. كانت كلمة تتردد في الأدب السياسي دون أن يصل الأمر إلى التفاعل بين
تلك النخب والجماهير وإشراك الأخيرة فى الصراع السياسى ‏ الاجتماعى ‏ الوطنى.
وقد يذهب البعض في تعليله لذلك إلى القول أن الأمية سبب هذه الشرخ بين
النخبة والجماهيرء حيث ما زالت الأمية في الوطن العربي مع نهاية القرن العشرين تزيد
عن ال 7740 كمعدل وسطي عام. لكن هذا التعليل ساقطء إذا تناولنا دور النخبة في
المجتمع من منظور مغاير للمنظور الذي رأت نفسها فيه.
‏في ضوء الملاحظة السابقة, تعاملت النخبة مع الجماهير من فوق. فتلك النخبة
بدأت نشاطها السياسي من الأيديولوجيا وليس من الواقعء فكانت تعاليمها قرآناً لا إله
لهء وكانت ممارساتها لايأتيها الباطل دون أن تكون أنبياء. ولم يجد بعض منها وسيلة
لتحقيق أحلامه سوى اعتماد الانقلابية العسكرية. وعندما وصلت للسلطة؛, عير هذه
الوسيلة؛ لم تجد أسلوياً لاستمرارها سوى الديكتاتورية.
‏في ضوء ذلك. أي في ضوء الابعاد القسرى للجماهير عن المشاركة السياسية,
يصبح من الخطل بمكان تحميلها مسؤولية انعدام ظهور موقف لها حيال ما جرى
وما يجري بالنسبة للقضية الفلسطينية» وغيرها من القضاياء حيث يلاحظ أنها ممنوعة
عن التعبير حتى عن قضاياها المباشرة اللصيقة بها والتي تطال حياتها اليومية» بدءاً
‏من القمعء وانتهاء بالخبزء فكيف بإمكانية الفرصة للتعبير عن مواقف حيال قضايا قومية
تعمل الأنظمة بكل ما تملكه من وسائل لإعدامها من الذاكرة الشعبية
‏ثم إن ديناميكية صياغة الموقف الجماهيري؛ فى غياب ذور النخبة. أو شلله,
يخضع #لية مختلفة عن الآلية التي تركب النخبة فيها موقفها. فآلية الموقف
الجماهيري تتركب خلال زمن طويل نسبياً يقتضي توفر قاسم مشترك عام لرد الفعل
تاريخ
يناير ١٩٨٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22749 (3 views)