شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 52)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 52)
- المحتوى
-
الذي يتحول في لحظة ما إلى فعل عام ضد ما هو قائم. لذلك يصبح من الواضح مدلول
انعدام الموقف الجماهيري العربي على ماحصل في لبنان خلال الحروب
الاسرائيلية الفلسطينية الثلاثة. وليس في هذا تبريرء إنما تقرير لواقع الحال في
الوطن العربى. والدليل على ذلك الشذون اللبنانى .عن القاعدة العرنية العامة. حيث
توفرت في لبنان ديمقراطية نسبية أتاحت الفرصة لصياغة رأي عام قادر على التعبير
عن نفسه.
تساؤلات
تأسيساً على كل ما تقدم؛ هل يمكن القول أن القضية الفلسطينية؛ بما هي قضية
عربية» قد ماتت فى ذاكرة الشعوب العربية؟
وهل يمكن الوصول إلى استنتاج أن الدائرة القطرية, بعد أن أغلقت كدولة, قد
أغلقت أيضاً كشعبء وأصبحت وضعاً شعبياً عاماً فى المنطقة العربية؟
إذا كان الأمر كذلك, فإن الوضع الفلسطيني المنتشر في الوطن العربي: سينفلق
على نفسه «غيتو» يصارع ضد كل العربء» عدا عن صراعه ضد إسرائيل. لكن المتتبع
مسن الشعبي الذي يجري تداوله خلف الأبواب المغلقة يوحي بغير ذلك,. خاصة بعد
أن أثبت الفلسطينيون والوطنيون اللبنانيون في حربهم الأخيرة ضد إسرائيل» على قلة
عددهم وعدتهمء في مواجهة العدد والعدة الاسرائيليين» إن هذا «البعبع» الإسرائيلي
ليس ذلك الذي لا يمكن الوقوف في وجهه أو مواجهته. وأكدت تلك المواجهة أن الهزائم
العربية أمام إسرائيل منذ ١15/8 حتى الآنء هى هزائم كامنة فى الذات العربية. وقد
قال الوزير الإسرائيلي يعقوب مريدور في مقابلة معه «أن العرب كان بإمكانهم إنهاء
إسرائيل عام ١55/8 خلال 548 ساعة.ء ولن أقول كيف».
فهل يمكن القفز فوق الواقع الذي استقر في هذا الوطن العربي؟
إذا انطلقنا من مقولة عدم السكون في الحياة» وأن تاريخ الشعوب لا يحدد بزمن
معين: يمكن القول أن الوضع الراهن ليس أبدياً. فإذا كانت ظاهرة العمل الجماهيري
الفلسطيني المسلح برزت في هذه «الحقبة الرديئة» من الزمن العربيء فذلك لا يعني أن
بإمكان الأنظمة العربية احتواءهاء وقبرها في مكاتب موزعة بين دمشق وتونسء كما
حصل لحكومة عموم فلسطين. فحكومة عموم فلسطين كانت انفعال نخبة» رداً على فعل
عربي رسمي. أما منظمة التحرير الفلسطينية» فقد جاءت ترجمة لإحساس جماهيري
فلسطيني عام, رداً على خيبة أمل الانتظار الذي بدأ في عام 2,١155/ ددا أ على الاتكال
على الأنظمة العربية. لكن الأمر السلبي في وضع المنظمة هى أنها قبلت أن تندرج.
طوعاً كنظام بين تلك الأنظمة. قد لا يكون بالإمكان غير ما كان» لكن التجرية يجب أن
تعلمنا العمل لتحقيق مايجب أن يكون: وليس الرضوخ لما هى كائن. ولايقع العبء في
هذا المجال على منظمة التحرير أو على الفلسطينيين عموماً. فالمسؤولية شاملة: وأقلها
مسؤولية الفلسطينيين عما حدث. فالجمع العربي هو المسؤول أولاً وأخيراً. ونخبه بكل
تصنيفاتهاء سلطة ومعارضة. هي المسؤولة عما آل إليه حال العرب. حيث تحولوا إلى
مستجدي سلام مع إسرائيلء ولى بأي ثمن.
65 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 134
- تاريخ
- يناير ١٩٨٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22198 (3 views)