شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 56)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 56)
- المحتوى
-
عمليات آخرء موقع احتياطي خارج منطقة القصف وكنا نسميه «العمليات رقم .»٠ ومن
خلال البرقيات التي تواردت علينا من مواقع القصفء تكوّن لدينا انطباع بأن هذه
العملية ليست مجرد غارة فحسبء بل هي بداية لضربة شاملة. وقد شعرناء في غرفة
العمليات. من خلال تقييمنا للمعلومات عن نوعية هذه الغارات, أن هذه العملية هي تمهيد
للمعركة الكبيرة. سيما وأن التحليل السياسي يتوافق مع احتمال كهذا.
انتهى اليوم الأول للغارات» وجاء اليوم التالي ليؤكد التوقعات نفسهاء حيث تأكد
لديناء بما لا يدع مجالاً للشك, أن هنالك حرياً كبيرة قادمة على لبنان» اذ حفل اليوم
التالى بغارات على امتداد الساحة الجنويية من لبنان وحتى خلده. وقد استهدفت هذه
الغارات الجسور ومفارق الطرق والممرات والمستودعات والتجمعات: فكان هذا القصف
مؤشراً على أن مايجري ليس مجرد غارات جوية بل هي عملية تمهيدية لعملية عسكرية
أكبر على الأرض. هذا هو التحليل الأولي لصورة الأحداث يومي الجمعة والسبت [6
6/1/0 وأذكر أن الأخ أبى عمار قد حادثني تليفونياً يوم السبت لال من الرياض
مستفسراً عن آخر المعلومات: فأعطيته صورة عن الجر العام مؤكداً له أن هنالك حرياً
وأن القصف القائم ماهو الا بداية لمعركة شاملة. ثم سألته: «شى الج عندك؟ وشو
الناس اللى عنذك بيقولوا؟»» '(حيتث كان يعقد في الرياضء اجتماع للجنة المساعي
الحميدة) فأجابني بأنهم هنا يؤكدون بأن الأمر ليس خطيراً؛ فقلت له: «حضورك
ضروري لأن المسألة أكبر من مجرد غاراتء وياعتقادي أن المعلومات المعطاة اليك غير
دقيقة». وبالفعل تحرك الأخ أبى عمار فوراً على متن طائرة خاصة متوجهاً الى بيروت.
وفي الساعة السادسة من صباح يوم الأحد 5 حزيران كان الأخ أبوعمار موجوداً بيننا
فى غرفة العمليات.
نحنء كثورة فلسطينية وكقوات مشتركة, ليست لدينا الخطط العسكرية الكلاسيكية
المستندة الى النظريات المتبعة في الجيوش النظامية. قبل بدء المعركة, كما سبق وقلت,
كنا قد وضعنا خططاً محلية لكل قادة قطاعاتنا العسكرية, وكنا قد جهزنا هذه القطاعات
بما تحتاجه المعركة من امكانيات قتالية وتموينية وطبية ووسائل الاتصال السلكية
واللاسلكية والراجلة. كما أنه ليست لدينا فى القوات المشتركة قوات عسكرية احتياطية
كبيرة جاهزة للدخول في معارك محلية أى محدودة؛ ولهذا كنا نقدر امكانية كل قطاع على
الاستمرار في المعركة وفق قدراتنا العسكرية المتوفرة فيه. لنفترض مثلاً أننا كنا نضع
احتمال استمرار منطقة النبطية في المعركة لمدة أسبوع, ٠ ومن أجل تحقيق هذا الأمر كنا
ذضع لهذا الموقع مقومات صمود في المعركة لاسبوعين بدلا من واحد؛ بحيث نزوده
بالذخيرة والأسلحة والتموين والمواد الطبية اللازمة ميدانياً» وأحياناً كنا نضع لمناطق
أخرى ثلاثة أسابيع احتياط بدي من أسيوع واحد. لذا لم تكن لدينا مشكلة في عملية
تزويد القطاعات أو القوات بالذخائر وما شابه؛ أو حتى عملية الاخلاء. لأن كل منطقة
كانت مجهزة تجهيزاً كاماد بما تحتاجه لادامة المعركة فترة أسابيع أطول من المتوقع.
الا أن توجيهاتنا العسكرية للكثير من القيادات الأمامية كانت تتركز على كيفية الادارة
المحلية للمعركة, ومن ثم تمرير أية معلومات لدينا عن تحركات العدو في مواقع محاذية
لموقعه, ليأخذ احتياطاته وترتيباته اللازمة لمواجهة المواقع المعادية.
66 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 134
- تاريخ
- يناير ١٩٨٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22198 (3 views)