شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 58)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 58)
- المحتوى
-
ازاء ذلك فان: الدور الموكل لقواتنا في معركة كهذه كان: ايقاع أكبر عدد كن
من الخسائر في صفوف العدوء بشرياً: وفي المعدات. العسكرية: بالاضافة الى العمل
على اعاقة تقدمه قدر الامكان» حتى تتمكن الخطوط الخلفية من أخذ احتياطاتها اللازمة
لمواجهة القوات المغادية المتقدمة باتجاهها. وقد استمر القتال حتى مساء يوم الأحد من .
دون أن تتمكن: القوات الاسرائيلية من احداث خرق عميقء كما كانت تتوقع وفق العقيدة
العسكرية التي تتبّعها والتي تقضي باحداث مثل هذا الخرق وتطويق المواقع ثم الاندفاع
منها الى مواقع أخرى. غير أنها في اليوم الأول لتقدمها لم تتمكن من الوصول الآ الى
أطراف الرشيدية وأطراف صورء ثم توقفت بعد أن تكيّدتء: كما هو معلوم وموثق لدينا
عن وقائع المعركة: أعداداً كبيرة من الدبابات والآليات والخسائن البشرية بنسبة عالية.
أما على محون النبطية . الغندورية القعقاعية فقد تمكنت القوات الغازية من الوصول
الى أطراف النبطية» لكنها لم تدخل البلدة ولم تجتزها.
انتهئ اليوم الأول» وكان القتال فيه شرساً بفضل بسالة المقاتلين الذين لم تتوفر
لديهم أية. ذزوع: ولا طائراتء. وكانوا بالمقابل يتعرضون لكل الأسلحة بما في ذلك
الطيران ن الاسرائيلي المعروفك بتفوقه, 'والذي يزيد عدده على ال ٠٠١ طائرة من مختلف
أنواع الطائرات الحربية» فضلاً عن مختلف فرق الدروع العسكرية والدبايات» والأسطول
البحري الضضخم الذي دخل المعركة منذ اليوم الأول» بحيث غطى كل الساحل اللبناني
حتى صيداء وكان يقصف جميع المواقع وطرق المواصلات وماشابه, فضلاً عما لدى
اسرائيل من امكانيات مدفعية وصاروخية عملث في خدمة تقدم الآليات الاسرائيلية.
وريما يكؤن من المؤثر أن يحاول المرء وصف شعوره نحو جنوب لبنان» فأنا شخصياً
لدي شعور خاص تجاه الجنوب يتميزء باعتقادي: عن. شعور جميع الذين عايشوا تجرية
لبنان؛ لقد عشت في الجنوب منذ العام ١/191ء وبالتحديد في تشرين الأول (أكتوير) من
ذلك العام. ولي علاقات حميمة نضالية وانسانية مع الكثيرين من: سكان الجنوب»
واللبنانيين منهم على وجه الخصوص. وهذه الروابط توطدت لأكثر من كوني عضى في
الثورة الفلسطينية. وأنا أعرف قزى الجنوب وأهل الجنوب ومدن الجنوبء أعرفها كما
أعرف قريتي سلوان [في فلسطين]ء أعرفها مثلما أعرف أي واحد في المحيط الذي
أعيشه حالياً لذلك. وياستمرارء كنت خلال الحربٍ أتصون المعارك, وأتخيل تفاصيلها؛
«الحي الفلاني ماذا جرى له وكيف أصبح الآن, الحارة الفلانية.ماذا جرى لهاء زيد من
الثاس» أبو فلان شو حصل معه وكيف هو الآن», فضلاً عن تلك القوات التي كانت
متواجدة. في الجنوب» والتي تسلمت قيادتها منذ: العام ١51/١ وحتى /ا/11١. لذاء فأنا
لا أعرف فقط كوادرها وقياداتهاء بل أيضاً عناضرهاء وبالتالي: كنت قادراً على تصور من
هو القادن على التصدي يبسالة, وكان عند ي توقم من سيكون- المتردد في بعضص
المواقف. كانت هذه جميعاء صور تتلاطم في رأسي في أن واحد. لكن2. في الحقيقة,
هناك شيء آخر بالنسبة للإنسان المقاتل, ٠ وهى أنه رغم هذه الحالة الإنسانية. العفوية
التي يعيشهاء الا أنه يظل مشدوداً الى الهدف الأكبر الذي يبعده باستمرار عن الكثير
من هذه العواطف ويجعل تركيزه منصباً على: كيف يصمد وكيف يدمن هذا العدّوء كيف
يعيق تقدم العدو وكيف يسجل نصراً جديداً عليه, ليفتح:آفاقاً جديدة للنضال الفلسطيني
كاه - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 134
- تاريخ
- يناير ١٩٨٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22749 (3 views)