شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 65)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 65)
المحتوى
للمقاتلين» فالعدى الذي يطوقنا هى الذي يطلب وقف اطلاق النار وليس نحن. ولقد
ساعدتنا كثيراً فى ذلك اليوم اذاعة الكتائب. من حيث لا تدري: عندما قامت بتقديم
وصف شامل ودقيق للضربات التى أصابت عدونا. ولقد كان ذلك على حساب بعض
مستودعاتناء غير أن المستودعات لم تكن أيضاً قليلة. فقد أخذنا الاحتياطات اللازمة
بتخزين الذخيرة والمواد التموينية والزيوت وغيرهاء متوقعين احتمال الانقطاع بيننا وبين
مواقع أخرى تستطيع امدادنا بما نحتاج اليه. وقد استفدنا في الحقيقة من تجرية العام
., حيث طوقت قواتنا وقطعت عنها المواصلاتء واعتمدنا آنذاك على امكانياتنا
الذاتية الى حد كبير
انقضى الأسيوع الأول على معركة بيروت وتلاه الأسبوع الثاني» وكنا في كلل دوم ؛
من خلال الزيارات التي نقوم بها لخطوط التماس والمواقع الأمامية» نشعر بتصميم أكثر
وقناعة أكبر بقدرتنا على الصمود. لاء ليس بهذه السهولة تدخل اسرائيل بيروت. ونعم,
لدينا القدرة الكافية للدفاع عن المدينة. هذا الاحساس تولد بفضل التماس المباشر مع
العدّو؛ فكلما تقدمت باتجاه عدوك حفت ضرباته عليك, بمعنى أن المدفعية تشّل عن
ضربك بفعالية لأن المسافة بينك وبينها أمتار. في الليلكي وحي السلم كانت المسافة
بيننا وبين العدو مسافة أمتارء وكذلك الليلكي وكلية العلوم. وحي السلم والمزفتة,
والأوزاعي ومزبلة الأوزاعي أيضاً مسافة أمتار. وعندما اكتمل الطوق من الشرقية,
أصبحت المواقع بناية في مقابل بناية وشارع عرضه أربعة أمتار يفصل بين الطرفين.
هذا الوضع يوّمن أمرين: الأول: فقدان المدفعية فعاليتهاء والثانى» تحييد الطيران» حيث
تتشابك المواقع. ولا يبقى الا الرشاش في مقابل الرشاش. والجندي الاسرائيلي» اذا
ماسحب عنه الغطاء المدفعي وغطاء الطيران هى في الحقيقة «جندي هامل» [بمعنى
جبان]. وبيروت أعطتنا التجربة التي كنا ننتظرها يوماً بيوم لنختبر امكانية فعلنا مقايل
عدوناء وجهاً لوجه. جاء هذا العدو الينا ووصل بيروت» ووقعت تلك المعارك. التي أعطتنا
القناعة بأن ما كنا نعتقده نظرياً نراه اليوم. حقيقة بالممارسة». وهو أن الإنسان بامتلاكه
ارادة القتال قادر على قلب موازين القوى أو جعلها متساوية, حيث يمتلكُ العدو الطائرة
ولا يستطيع استعمالها. ومدفعه لا يستطيع الضرب أيضاً إلا في العمق. والجندي أصبح
في مواجهة مقاتل القوات المشتركة؛ جندي مقابل جندي. كنا نرى كيف كانوا يهربون
من المواقع ويضطرون الى اخلاء بعضها عندما تنصب عليهم حمم نيراننا. لهذا فان
هذه التجربة الغنية,» تجربة بيروت» هي الدرس الكبير الذي يُشكل لنا حافزا للاستمرار.
في الكفاح المسلح من أجل التحرير. لقد تشكلت لدينا القناعة بأنه, عندما يختل ميزان
القوى أو تتوازن هذه القوى. فان. هذا العدى يُهزم ببساطة2. وهى ليس «سوبرمان»
ولا أسطورة. هى جبان: وأضعف ليس من أي جندي في العالم وانما على الأقل في
المنطقة, منطقة الصراع. |
من هي القوات التي دافعت عن بيروت؟.. قواتنا العسكرية كلها كانت خارج
بيروت: قوات القسطل خارج بيروتء كذلك قوات الكرامة واليرموك. ولم يكن في بيروت
سوى قوات أجنادين» تنقصها كتيبة الشهيد أبويوسف النجارء وما تبقى هى التنظيم
والجماهير بالاضافة للميليشيا وعناصر بعض الأجهزة. هكذا كان الحال سواء بالنسية
1
تاريخ
يناير ١٩٨٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22749 (3 views)