شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 67)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 67)
المحتوى
الاسرائيلية حاثاً اياها على حسم المعركة بسرعة والدخول الى بيروت. الا أن دخول
بيروت لم يكن نزهة للقيادة العسكرية والسياسية الاسرائيلية ولا للقيادات المحلية
للجيش الاسرائيلي. وقد أدت هذه الحقيقة الى ارباك هيغ ومن ثم فشل المخطط الذي
رسمه هو والقيادة الاسرائيلية. ورغم ماقيل عن أن هيغ كان يتصل مع القيادة
الاسرائيلية «من وراء ظهر الادارة الأميركية» الا أن هذا الكلام غير قابل. للتصديق:
فالادارة الأميركية وقعت في حرج شديد من تطورات الأحداث على غير ما توقعتء. فكان
لابد من كبش تضحية لفضيحة التورط الأميركى المياشر مع اسرائيل. فقد. راهنت هذه
الادارة مع اسرائيل على حسم المعركة في أقل من أسبوعء فاذا ببيروت تصمد للشهر
الأول في تلك المرحلة. ولم تكن التطورات تشير الى امكانية حسم المعركة بسرعةء فكان
لا بد من اظهار الادارة الأميركية بمظهر البرىء أمام أي تحرك سياسي مقبل. وهذا
ما حصل فعلاً من خلال تقديم ريغان لاحقاً: لمشروعه المتآمر على القضية: والذي يحاول
انتزاع شهادة حسن سلوك للادارة الأميركية. وكأنها غير موافقة على دخول القوات
الاسرائيلية الى بيروتء. بعد أن أصبح من المؤكد فشلها في دخولها. ولو حسمت
المعركة في بيروت حسب المخطط المرسوم لما استقال هيغ؛ ولا حصل ما حصل. ولكني
أقول أن ما أسقط هيغ هم هؤلاء الناسء الجماهير العسكرية والوطنية وهؤلاء الصامدون
حتى دون أن يقاتلوا. وقد عشت معركة بيروت ولمست صمود الجماهير البيروتية,
فلسطينيون ولبنانيون» الذين لم نسمع منهم كلمة تذمر واحدة. والذين عانوا الكثير من
انقطاع الكهرباء والماء والخبز حيث تأمين الرغيف كان مشكلة بحد ذاتها. فضلاً عن
عدم توفر الأدوية اللازمة. رغم كل ذلكء هؤّلاء هم الذين قهروا العسكرتارية الاسرائيلية,
وهم الذين أحرجوا ريغان والادارة الأميركية التي حاولت الظهور بمظهر المتعاطف عندما
أقالت هيغ من وزارة الخارجية.
لقطات من أجواء المعركة
في التاسع من آبء كنا في غرفة العمليات رقم ‎١‏ وكانت مكونة من خمسة طوابق
تحت الأرض وثمانية طوايق فوق الأرض. «يعنى السيارة بتنزل تحت الأرض خمسة
طوابق». كنا نعتبر المكان ملجا يمكن أن يحمينا حتى من قنبلة ذرية.
في ذلك اليومء على ما أذكر: كان القصف المدفعي. يفطي كل بيروت,
الشوارع خالية كما الصحراء. في الساعة الثالثة بعد الظهر جاءني هاجس بأن المكان
سوف يقصف. كنت هناك والعقيد عبد الرزاق المجايدة» وعدد من الزملاء العاملين على
الأجهزة في غرفة العمليات. وكانت لدينا غرف عمليات احتياطية بديلة نذهب اليها في
حال الاضطرار للاخلاء. وهذه المواقع البديلة مجهزة بجميع الاحتياجات بدءاً من
التليفونات والأجهزة اللاسلكية وانتهاء بأي احتياج آخر يلزم لمتطلبات الاستمرارية:
وعندما نضطر للاخلاء ما علينا ا ن نغلق الأجهزة ونغادر الى الموقع الجديد لنفتح
الأجهزة البديلة هناك فوراً دون أن نضطر الى نقل أي شيء. لم يكن هناك طيران في
ذلك اليوم» غير أن هاجس قصف غرفة العمليات هذه سيطر علي بشكل مُلح فقلت
لزملائي: «قومواء هذا المكان سوف يضرب». قالوا: «ما فيش طيران» قلت: «ومع ذلك قد
11
تاريخ
يناير ١٩٨٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39590 (2 views)