شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 69)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 69)
- المحتوى
-
أكون أنا قد اسهمت في تدمير المدافع وقتل البشر. واذا لم أعط أوامر بالقصف فسوف
يتقدم العدو على هذا الموقع بالتأكيدء «واحنا اللي مسجلين .على اسرائيل لسه» قبل
أربعة أيام أنه. في بلاغ عسكري اسرائيلي بعد معركة استمرت خمسة عشن ساعة,
قولها تقدمنا مسافة عشرة أمتار» «طيب»., اذا تمكنوا اليوم من الدخولء وسباق الخيل
منطقة مفتوحة, إذأ فسوف تدخل الدبابات وتقع المصيبة بالنسبة ليء كان ذلك موقفا
حرجاً: هل أعطي أمراً للناس كي يموتوا أم تحتل قطعة الأرض؟ مرّت على لحظات كأنها
الدهرء دقائق تفكير وصراع. هل أصدر أمراً أملا.. وفي لحظة كلمح البصرء. وجدت
نفسي أنادي على الجهاز: «الى الجميع: جميع فوهات الاسناد توجه الى ميدان سباق
الخيلء القاطع الأولء الثاني, الثالث, الرابع... الجميع يفتح النار». وأحسست براحة غير
عادية لهذا الالهام المفاجىءء فالعدى في حالة كهذه سوف يضطر الى محاولة رصد أكثر
من 5١ و١٠ فوهة مدفعيةء ولن يتمكن بالتالي من التحديد. فنكون نحن قد أوقفنا التقدم
وأوقعنا اصابات بالغة في صفوفه, وغيرنا مواقعنا في الوقت نفسه. «بالله العظيم يا ناس
الحلال يومها مابقي مدفع الا ورمىء كلهاء الهاونات 87, ,١5١ 28١ الصواريخ»: وفي
حوالي الساعة. مابين الثانية والنصف والثالثة. في هذه الفترة. كل الفوهات فتحت
نيرانها باتجاه سباق الخيل والطيران يغطي أجواء بيروت. لا أحد تمكن من التحرك: لكن
على الأقل كل موقع من المواقع أدرك أنه ليس مستهدقاً على وجه التحديد من قبل
الطيران. ولكثافة النيران لم يمض أقل من عشر دقائق حتى ناداني المقدم عطيه مجدداً
يقول: أوقفوا الرمي فقد انتهى التقدم. ارتاح ضميري لفكرة اصدار الأوامر لكل مواقع
الاسناد لأننا في هذه الحالة منعنا تقدم العدى ولم نعرض موقعاً محدداً دون غيره
للتدميرء وأفقدنا العدى القدرة على تحديد هدف معين لطيرانه. فضلاً عن أن هذه الفكرة
حققت هدفاً سريعاً حيث انصبت كل النيران في بيروت على موقع واحد. «شوف بيروت
قديش فيها مدفعيات وصواريخ وهاونات: انصبت كلها على موقع واحد» وتمكنا من تدمير
عدد من آليات العدى المتقدمة باتجاه سباق الخيل وهربت بقية الآليات من جحيم النيران
وبذلك فشل التقدم.
ومن الحالات التي أعتز بها في الحقيقة, الأخت رائدة: العاملة في جهاز اللاسلكي,
في المركز الرئيسي. هزه الأخت مثلت قمة. العطاء. وكانت نموذجاً للمناضل الملتزم:
سواء من خلال قوة تعبير صوتها. ونبرة. هذا الصوت على الجهاز أو من حيث تلقي
الأوامر وتمريرها الى المواقع. وفي حالات الخطر والضيق لم تتغير نبرة صوتهاء وظلت
هذه الوتيرة تحمل معنى التصميم على الاستمرار والتأكيد على تنفيذ الأوامر. ثم ان
دوامها على الجهاز كان أمراً غير معقولء فقد استمرت في البقاء في موقعها ليلا نهاراً,
وواصلت تلبية النداءات وتمريرها دون أن تغادر موقع مسؤوليتها طوال فترة القتال وعلى
مدار السبعين يوماً. وعندما كانت تريد أن تسترييح» كانت تستريح في الموقع نفسه,
والذي لم يتغير طوال فترة المعركة. أوردها مثال هناء كنموذج لاستعداد أبناء شعينا
للعطاء والتضحية. واصرارها على البقاء في موقعها دون خوف ولفترة طويلة انما هى في
الحقيقة تأكيد لمواقع القتال التي تتصل معها عبر الجهاز بعدم التهيب من أن يبقى
المرء. في موقع واحد لفترة طويلة» ثم ان لها أسلوياً متميزاً في طريقة اعطاء أو تمرير
14 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 134
- تاريخ
- يناير ١٩٨٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39590 (2 views)