شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 78)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 78)
- المحتوى
-
حول قضايا الأسرى: أو يستدعي المخاتير ليلا للتحدث إليهم. فحراس المحطة مهمتهم
الأساسية إجراء العدد (التفقد) كل صباحء فيرتدون بزاتهم العسكرية الواقية من
الرصاصء ويحملون هراوات غليظة» ويدخلون المحطة من أجل عدّنا علماً بأنهم لى فتحوا
البوابة لماهرب أحد مناء ومرة قلنا لهم هذا. وأثناء دخولهم المحطةء نضع أيدينا على
رؤوسناء والويل لمن يرفع رأسه أو يحرك يديهء إذ أن العصا تنهال على رأسه أو يؤخذ
رقمه لمناداته للتعذيب بعد العدد. فالعدد كان العقاب اليومي» بل إنه من أبشع أساليب
التعذيب التي عانينا منهاء لأنك تحس ,بن جميع أجزاء جسمك قد تيبست؛ إن عندما تضع
يديك على رأسك مطاطتاً. وتجلس متربعاً ساعة أى أكثرء فإنك تحس كأن الموت على قاب
قوسين منك. وكنا تعمل العدد أحياناً أثناء تناول الفطورء فنرمي كوب الشاي: ونتراكض
إلى العددء لأن الحارس عندما يبلغ المختار بالعدد يجب أن .نجلسفي الخيم مثل الملائكة
«لا حركة ولا نفس» كما يقول المختار: وعندما يخرج الجنود من المحطة, نرفع رؤوسنا
قليلاًٌ لكن نظام العدد يبقى ساري المفعول إلى أن يصرخ المختار «ارتاحوا» فعندها
ذشعر وكأننا قد ولدنا من جديد.
المقنع
أكثرية الأسرى في «أنصار, تعتبير المتعاملين مع العدى الصهيوني (المقنعين),
السبب في اعتقالهاء حتى أن كلمة كلمة «مقنع» أصبحت تتردد على ألسنة أهالي الجنوب
وأطفاله. فلا تسمع إلا «الحق على المقنعين» و «المقنع هوى السبب». و «اسرائيل شو
بيعرفها بالناس». هذا الكلام الشعبي فيه جزء كبير من الحقيقة؛ لأن إسرائيل مهما بلغت '
قدرة مخابراتهاء فهي عاجزة عن امتلاك معلومات دقيقة عن المنتمين للمقاومة والحركة
الوطنية. فهى قد تعرف البعضء لكنها لايمكن أن تعرف الأعضاء والأنصار والميليشيا
والأرقام المالية ومخابىء السلاح... الخ. فالوشاية كان لها دور أساسي في زج العديد من
المواطنين اللبنانيين والفلسطينيين في معتقل أنصارء ولكن هذا لايعني أن إسرائيل
لم تكن ترغب في اعتقال أبناء الجنوب لولا هؤلاء «الوشاة». فهذا غير صحيح كلياً» لآن
الاعتقالات شملت كل الناس تقريباً؛ فالمخيمات لم يبق فيها إلا الأطفال والعجزة والنساء؛
وبعض القرى اللبنانية اقتيد جميع شبابها إلى المعتقل. وهذا ما يؤكد أن. دور المقنع كان
شكلياً في بعض الحالات. وما أرادت إسرائيل تحقيقه هو ضرب الناس بعضهم بالبعض
الآخر. وهو ما أشار إليه الضباط الإسرائيليون عندما قالوا لمخاتير الجنوب: «نحن لا علاقة
لناء أنتم. تشون ببعضكم», فيعرف هذا الضابط أن «المقنعين» هم السببء ٠ فلولامم
لما اعتقل أحهد. 0
هذا الأسلوب الصهيوني أدى إلى وقوع اصدامات عديدة 5 بالأيدي والعصي في أكثر
من قريةء حيث تبادل .الأهالي التهم حول من يتحمل مسؤولية . الاعتقالات. ففي معمل صفاء
مثلاًء عرضوا أمام أحد المقنعين نحى ٠٠١ شخصاً من قرية «...» فاختار عشرة أشخاص,
واتهمهم بأنهم ضباط في جبهة التحرير الفلسطينية القيادة العامة وحركة أمل. وأثناء
تجميع الناس على البيادر كانوا يوهمون الأهالي بأن المقنع موجود في إحدى الشيارات:
ومن :لا يعترف. فسوقك ندل عليه :وغالياً مايكون هذا الشخص :مجرد وهم.
7/3 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 134
- تاريخ
- يناير ١٩٨٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39590 (2 views)