شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 79)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 79)
- المحتوى
-
فالمقنع كان «فراعة» تستعمل أحياناً للتخويف. فيقف الحاكم العسكري ويقول:
«نحن نعرف كل واحد منكم فالمنظم يقف جانباً: الضباط في صف والميليشيا في صف»
وهنا لا أقصد أنه لم يكن لعملاء الاحتلال دور في هذا السياقء بل ما أردت توضيحه أن
مسألة المقنعين استعملتها إسرائيل كذريعة للصق التهم بأبناء المخيمات والقرى» بهدف
جيج الصراعات بينهم كي تبقى هي ممسكة بأوضاع المناطق. فهناك العديد من المقنعين
ف زوراً على الأهالي من أجل إنقاذ أنفسهم من التعذيب. ويعضهم هدد بالضرب إذا
لم «يتقنع». يل أن يعض الأسرى تلقى عرضاً لالزفراج عنه مقايل الوشاية بأبناء بلدته.
والبعض حاول الانتقام بسبب ممارسات خاطئة ارتكبت في حقه سابقاً في ظل وجود
المقاومة والحركة الوطنية.
وهناك عملاء. وهم أقلية. كانت لهم ارتباطات مشبوهة سابقة على الاجتياح
الإسرائيلي لذلك, فإن وضع المقنعين كافة في سلة واحدة, واعتبارهم عملاء خطأ كبير,
فالعديد من الاعتقالات حدثت بدون «مقنعين» وكان على رأس حملات الاعتقال ضباط
إسرائيليون» وهو ما جرى في قرى القليلة وطيردبا وتولين الخ. فإسرائيل استفادت من كل
تناقضات المجتمع اللبناني والمجتمع الجنوبي بشكل خاص: الخلافات العائلية,
والصراعات الطائفية» والخلافات السياسية؛ والتناقضات العشائرية» وحتى المسائل
الشخصية:. لدرجة أن مواطناً من بنت جبيل كان قد طلّق زوجته منذ سنواتء فوشت به
زوجته المطلقة. وهو اليوم من نزلاء معتقل أنصار! وأحدهم 3 قضى أخوه بحادث سيارة:
فوجد ضالته في الاحتلال الإسرائيلي لينتقم من المتسببء كما 9 أحدهم قتل عمه على
أيدي مسلحين من حركة أملء وعندما جاءت إسرائيل «تقنع» وساعد في اعتقال أبناء بلدته,
وفي بلدة الزرارية تحوّل «أبو مشهور» إلى ضابط في جيش حداد لأن المقاومة والحركة
الوطنية حرقتا منزله فى أحداث 19175. ١
وفى معتقل أنصار وضع حوالى :٠ مقنعاً فى أحد المعسكراتء: وسمعنا أن معارك
بالأيدي نشبت بيتهم وبين الأسرى. 020000 ظ
باختصارء مسألة المقنعين استخدمتها إسرائيل لتفتيت وحدة الجنوبيين» ولتأجيج
الصراعات العائلية والعشائرية بينهم طبعاً هذا لا ينفي وجود بعض العملاء الذين لعبوا
دوراً مهماً في تسهيل مهمة قوات الاحتلال: وكانوا «مقنعين» حقيقيين في صفوف العدو.
وفي هذا المجالء لا بد من الإشارة إلى أن كبار المتعاونين مع إسرائيل في الجتوب
لم يحتاجوا إلى قناع ليخفوا حقيقتهمء كبعض أبناء آل الدايخ» فهؤلاء كانوا يصعدون إلى
القرى في وضح النهارء يأخذون من يريدون تنفيذاً لأوامر الاحتلال. فالمسؤولية تقع أودٌ
وأخيراً على عاتق قوات الاحتلالء أما «المقنعون» فمجرد أدوات رخيصة تنتهي مع رحيل
قوات الاحتلال ويتقلص دورها كلياً. وان اسرائيل حتى لو لم تجد وشاة و «مقنعين»
فلسوف تعتقل أبناء الجنوب وتذلهم. فالاحتلال الأجنبي يعني دائماً الاعتقال والتهجير
والقتل والإبادة.
أهد اف الاعتقالات
بعد هذا العرض التفصيلئ لرحلة العذاب والإذلال فى معتقلات العدوء وبعد أن
م7 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 134
- تاريخ
- يناير ١٩٨٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39590 (2 views)