شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 109)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 109)
المحتوى
التعددية غير المبررة في الأجهزة التي تمارس العمل الثقافي» وممارسة هذا العمل
من قبل أجهزة لا يدخل العمل الثقافى فى دائرة مهماتها. ولا شك في أن هذه التعددية
هي احدى نتاجات التعدد. التنظيمي وتعدد وجهات النظر السياسية. وان كنا نفهم,
نبرر التعدد التنظيمي والسياسيء فاننا لا نستطيع فهم انعكاس ذلك على الثقافة, 3
لا تستطيع أية جهة فلسطينية الادعاء بأنها على «خلافات ثقافية جوهرية» مع جهة
فلسطينية أخرى. لا شك في أن العمل الثقافي ليس حكراً على أحدء شريطة استيعاب
ماهيته ودوره. وكنا نستطيع أن نجد مبرراً للتعددء بالتفرد والتمينء الا أن مثل هذا
المبرر ظل غائباً.
هيمنة العمل الاعلامى على العمل الثقافى.ويعود ذلك الى عقلية سائدة تطمح فى
الجني السياسي السريع واليومي لكل فعل. وبالتاكيدء فان الاعلام يحقق مثل هذا
الطموحء أما الثقافة فتحتاج الى صبر وأناة. العقلية نفسهاء أعدمت الفاصلة ‏ التى من
المفترض أن تكون واضحة وكبيرة ‏ بين «الثقافة» و«الاعلام». وأصبح التعامل مع
الكلمتين ‏ الممارستينء كمرادفين لمعنى واحد. وصارت الثقافة تُستحضر فى
المناسبات الاحتفالية لتشارك في جوقة الأفراح» فلا تقوم الا بدور مظهري ليس هى
دورها الأساسي والجوهري. هذه النظرة. ساهمت في مسخ معنى الثقافة كممارسة فكرية
ووجدانية متميزة, وتبديل دورها الأساسي الهادف الى التأسيس عميق الجذور وطويل
الأمد في العقل والوجدان الجمعي, وتحويلها الى عمل اعلامي وتحريضي سريع الانتاج
وسريع الاستهلاك. ومثل هذا الأمر لا يُنتج «ثقافة» رديئة فحسبء وانما أيضاً «اعلاماً
رديئاً وتحريضاً سطحياً. ودون أن ننكر أن للثقافة مردودها التعبوي والتحريضي,
نستدرك ونقول: أنها لا يمكن أن تلعب مثل هذا الدور الا بكونها «ثقافة» وليس في كونها
«ثقافة تحريضية». ‎١‏
0 دون القفز.عن المناخ الديمقراطي المتوافر على الساحة الفلسطينية. في ظل الثورة,
والذي أتاح المجال للحوار والعمل السياسي والفكري والابداعي الحر والملتزم. الا أن
اعتبارات سياسية كانت تتدخل أحياناً في بعض الممارسات المتعلقة بالعمل الثقافي,
فتقضى على كل .أثر للديمقراطية. ويخاصة. عندما يتعلق الأمر بمسألة «الانتخابات» فى
التنظيمات .الشعبية ذات الطبيغة الثقافية. حيث يجري «توزيع» مسبق للمقاعد القيادية
على أساس التمثيل السياسي التنظيمي» دون الأخذ بعين الاعتبار الكفاءات الثقافية
الفاعلة الا في ماندرء بحيث تقترب هذه العملية من «التعيينات الفوقية» أكثر من تمثيلها
لعملية انتخابية ديمقراطية حرة, رغم ممارسة العملية الانتخابية شكلياً في النهاية» وريما
النجاح في تحقيق بعض الاختراقات. ولعلنا نذكر. بأسىء, الطريقة التي تم فيها
«انتخاب» الأمانة العامة لاتحاد الكتّاب والصحفيين الفلسطينيين فى المؤتمر الثالث» التى
لم تصل الى مقاعدها القيادية في الاتحاد الا على جثة حرية الاختيار الديمقراطي
الذييهة.
0 ثمة مسألة أخرى تستد عي الاهتمام في عمل التنظيمات الشعيبية ذات الصبغة
الثقافية» وهي تصغير أو تغييب العمل النقابي2 أي بمعنى تضغير أو تغييب أولى مهمات
الاتحاد. فمنذ المؤتمر الأول لاتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين (أيلول 1/7ا5١),‏
١٠١4
تاريخ
يناير ١٩٨٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7175 (4 views)