شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 111)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 111)
- المحتوى
-
بأن أفردنا جهوداً تعكف على ذلك من خلال منشوراته وصحفه واذاعاته وتقاريره
وتصريحات قادته. فقد غاب عن عملنا جهد دراسته من خلال نتاجاته الثقافية التى تعبر عن
اتجاهات فكرية وثقافية وحالات نفسية جديرة بمحاولة الفهم (تستثني من ذلك محاولة
غسان كنفاني الريادية في كتابه «في الأدب الصهيوني». ومحاولات أخرى فردية,
مبعثرة).
ان غياب الاهتمام الجدي والفعلي بدراسة الانتاج الثقافي (في اسرائيل) من قبل
المؤسسات الثقافية الفلسطينية المعنية» قد يكون مرده الى العجز غير المبرر في تحقيق تحقيق
ذلك, أو الى تقصير في ادراك الدور الذي يمكن للثقافة الشوفينية أن تلعبه في
تشكيل (أو تشويه) الوعي الذي يدفع بشراً ليخوضوا حروياً غير عادلة, 0 فيها
أوهام الثقافة العنصرية, الهادفة الى تبرير الاحتلال وتكريس الوجود على أرض مسلوية.
واذا كانت «الثقافة» الشوفينية العنصرية قادرة على أن تلعب مثل هذا الدور
التشويهي والتخريبيء فانها في الوقت نفسه. تعيد التأكيد على الدور الهائل الذي يمكن
للثقافة أية ثقافة أن توّديه انطلاقاً من مواقعها. واذا كانت القوى المناهضة
للإنسانى والتقدمى قد أدركت قيمة هذا الدورء فان الأحرى بالقوى الثورية أن تدرك
قيمة وماهية دور وفعل ثقافتها التي تقف على الطرف النقيض من ذلك.
وثقافتنا الفلسطينية, في جوهرها وفعلهاء تقف على هذا الطرف الآخرء لتحتل
موقعها في الجبهة الثقافية العريضة المندمجة في عملية التحرر والتقدم الإنساني
الواسعة. وهي من أجل تحقيق شرف هذا الانتماء. لم تكتف بتقديم مادتها ونتاجاتها
فحسبء بل وأيضاً: دفقاً من دماء منتجيها ومبدعيهاء الذين ارتفعوا بمعنى الابداع /
الثورة الى المرتبة القصوىء فى الشهادة.
وان كنا هناء فى هذه "١ الاشار ات قد توقفنا أكثر عند الأخطاء التى اعتورت
مسيرة العمل الثقافي الفلسطينيء وشددنا على السلبي فيها دون تفصيل في الايجابي,
فلأن الايجابي يظل محتفظاً بقدرته الذاتية على تأكيد نفسه بنفسه2 وتشديد حضوره
الفعّال. دونما الحاجة لما يسنده ويعيد التأكيد عليه؛ ولأن ذلك هى من صلب المهمة
الأساسية الملقاة على عاتقناء والتي تتطلب تصحيحاً في الرؤية والمسار.
ان عملية تصحيح المسار لحياتنا وتجربتنا الثقافية2. في المفهوم والرؤية
والممارسة. هي مهمة ملحة بقدر ماهي ضروريةء لأنها لا تنفصل عن. المطلب اليومي
بالحرص على الوحدة الوطنية وتطوير أشكالهاء ولأن الثقافة الصحيحة: بطبيعتها الكلية
والشمولية والاستراتيجية» تظل مؤهلة وقادرة على القيام بدورها النابع من طبيعتها في
تكريس وتعزيز الوحدة الوطنية ودفعها الى أعلى مراتبهاء والتي تمثل هيء في جوهرهاء
أسمى صورة لتجليها.
وانها لمهمتنا جميعاً.. مهمة الثقافة (و) الثورة. من أجل الوصول الى أرقى أشكال
الثقافة/ الثورة. وحتى لا يذهب الدم الذي به نكتب لفلسطينء ونرسم لفلسطينء ونبدع
لفلسطينء هباء.. ويضيع هدرا.
1١٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 134
- تاريخ
- يناير ١٩٨٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10631 (4 views)