شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 4)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 4)
المحتوى
00
عدوكم خلال خمسّةً عشرٌ يوماً» في الحرب السادسة الفلسطينية ‏ الإسرائيلية»في رمضانَ
المبارك وعلى أرض الجنوب اللبناني الصامِدٍ البطل. وقبلّها من خلال حرب الاستنزاف
التي استمرت أُحَدَ عَشَّر شهراً متواصلة وواجهنا فيهاء معاً وسوياً. بصلابةٍ وقوة آله
الحرب الأميركية الإسرائيلية الحديثة التقنية والمتقدمة المتطورة, برا وبحراً وجواًء
فتحطمت على صخرة صمودكم وثباتكم كل هذه الهجمات وتهشّمت تحت أقدامكم كل
عجرفةٍ العدو الصهيوني وصلفه. ومن ورائه جميع حلفائه الاستراتيجيين والتكتيكيين»
محلياً أو دولياًء أمبرياليينَ أو عملاء.
لقد سجّلنا هذه الانتصارات العسكرية على هذا العدو الصهيوني المدعوم بهذا
الدعم غير المحدود من الأمبريالية العالمية بقيادَةِ الولايات المتحدة الأميركية؛ هذا الدعم
الذي شمل كافة المجالات العسكرية والسياسية السو والاقتصادية فزاده عنادا
وعجرفةً وصلافةٌ ووقاحةً وغروراً. في وقتٍ ظنَّ فيه أنه يستطيعٌ بعملياته العسكرية وبأل
الحرب التي أمدته بها أميركاء وبالتكنولوجيا المتقدمة المتطورة. أن يركّع هذا الشعبٌ
المعطاء وثورّته الجبارة» سواءٌ كان داخل أرضنا المحتلة أم في الجنوب اللبناني الصامد
بشعبه وجماهيره.
فماذا حدّتٌ ياإخوتي وياأحبتي؟... لقد تحوّل ماكان يعتقده العدو مُسلمات
وبديهيات محسومة بالنسبة له في منطقتنا العربية إلى ملاحمٌ جديدة. ومعجزات متجددة»
تجسدٌ بقوةٍ ورسوخ حقائقٌ القدرة والصمودٍ والتصدي في ثورتنا وشعبنا.
لقد ظن أنه يستطيع» انطلاقاً من هذه المسلماتٍ والثوابت» التي فرضها على
المنطقة ردحاً من الزمن. أن يخيفت هؤلاء الثوارٌ الأشاوس في الثورةٍ الفلسطينية والقوات
المشتركةٍ اللبنانية ‏ الفلسطينية. ولقد ظن أنه يمكئْهُ أن يُرْعِبَ هؤلاء الأبطال الصناديد
المجاهدين الصادقين» ونسي أن هؤلاء العمالقة قد اخترقوا جدّارٌ الوهم الذي كان يخيفٌ
ويُرَعِبٍ به منطقتناء وأن هؤلاء الأبطال هم صنا التاريخ الجديد لهذه الأمة العربية
المجيدة» وبناة ملحمتها المتجددة. وأن أياديهم القوية على بنادقهم هي التي تصنع
الفجرٌ الجديد لهذه الأمة. والكرامة لهذه المنطقة. وأنهم أصبحوا الرقم الصعب في
المعادلة المركبة لأنهم يغمرون الأرض بدمائهم الطاهرّة الزكية عطاءًء ويتجذرون فيها
بإيمانٍ وقوة يجسدون إرادة البقاء وإرادة الانتصار في هذه الأمة. إنهم هم الذين يُخيفون
ويرعبون أعداء أمتنا العربية» ويخلقون هذا الواقعمٌ الفعلي الرائعم العظيم من خلال
المعاناة اليومية والتضحية الدائمة وشلالات الدم التي لم تتوقف لحظة واحدة في المسيرة
0
تاريخ
يناير ١٩٨٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 18074 (3 views)