شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 51)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 51)
- المحتوى
-
الترتيبات التعاقدية: من الملامح المهمة لصناعات ما بعد الاحتلال. نمو الترتيبات
التعاقدية بين رجال الأعمال في المناطق المحتلة وبين المؤسسات الصناعية الاسرائيلية.
ويقوم الأساس المنطقي لهذه العقود على إنجاز بعض الخدمات التي تتطلب أيد عاملة
وفيرة على بعض المواد الأولية شبه المصئعة التي تتولى تحضيرها المؤسسات الاسرائيلية.
وبعد إنجاز تلك الخدماتء يعاد تسليم تلك السلع الجاهزة إلى المؤسسات الاسرائيلية
الحالات بتأمين جزء من الاستثمار المطلوبء إما على صورة قرض أو على أساس الشراكة
بين الفريقين.
لقد ظهرت وازدهرت هذه العلاقات التعاقدية خلال السنوات الأولى للاحتلال بسبب
بعض المزايا الملموسة التي توفرهاء وعلى رأسها:
؟ - استغلال اليد العاملة النسائية الرخيصة تبعاً لكون الغالبية الساحقة
العاملات يرفضن الانخراط في سوق العمل في اسرائيل. ولهذا أتيحت الفرصة للوصول
إلى هذا القطاع العريض من العاملات. وذلك بتوفير فرص العمل لهن (خياطة وحياكة في
معظمها) وهن في مواقعهن السكنية في المناطق المحتلة. ثم إن هذا الأمر يحقق منفعة
أخرىء. ذلك أن العاملات في المناطق المحتلة يتقاضين أجوراً أقل حتى من أجور أولئك
العاملات 00 يغادرن المناطق المحتلة يومياً للعمل في اسرائيل.
الاستفادة من توفر بعض المواد الأولية كمقالع الحجارة. ففي حالة كهذه
08 من الأنسب والأيسر إنجاز العمل محلياً وتسلم المنتجات جاهزة لتولي بيعها.
هذه المزايا والمنافع كافة بدأت تدريجياً تفقد الكثير من وزنهاء بل وطغت عليها في
بعض الحالات نواحيها السلبية. وخصوصاً ماتعلق بالاعتماد على ورش الانتاج الصغيرة
وغير الكفية. ولهذا تزايدت صعوية الركون إلى المكاسب الكبيرة المتوخاة من الترتيبات
التعاقدية المذكورة وما أصبحت تحمله من مخاطر. وحتى في وقت مبكر (؟1975) اتضح
أن مبيعات أمثال هذه العقود سجلت أقل من 55 /ز من مجمل المبيعات الصناعية إلى
سرائيل!"0). أضف إلى ذلك أن «القيمة المضافة» في الصناعات القائمة على أمثال هذه
التعاقدات2. زهيدة للغايةء نظراً لمحدودية حجم الخدمات المنجزة من جانب المنشآت
المتعاقدة في المناطق المحتلة. فإذا طرحنا قيمة المَدْخْلات شبه المصدّعة التي تقوم المنشآت
الاسرائيلية أساساً بتحضيرهاء تصبح القيمة الصافية للسلع المصدرة إلى اسرائيل عبر
تلك الترتيبات التعاقدية أقل بصورة ملحوظة من الفكرة الشائعة.
ثم إن هذه العلاقات التعاقدية تقلصت إلى حد بعيد من جراء الحساسية المفرطة
ه١ - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 122-123
- تاريخ
- يناير ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 36100 (2 views)