شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 86)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 86)
- المحتوى
-
القادرين على العمل. بتعداد وصل إلى 55٠ ألفاًء منهم 8١ ألف عامل في القطاع. أي
مايقارب خمس سكن الأراضي المحتلة.
ولا بد من الاشارة السريعة, هناء إلى أن هؤلاء العمال يختلفون عن أسلافهم, أي
عمال ما قبل 1571: من حيث أنهم غير مرتبطين بالحرفة أو الورشة التي يعملون فيها,
ولا تحجب الرابطة العائلية أو العاطفية, التى ولدها ارتباط العامل بالحرفة عبر سنوات»
لا تحجب هذه الرابطة عن عيني العامل الاستغلال الذي يتعرض له. فالعامل الجديد في
الأرض المحتلة غير مرتبط بصاحب العمل أو الورشة والحرفة بأية روابط إلا رابطة بيع
قوة عمله مقابل أجر معين. ومنذ اللحظة الأولى لدخوله إلى سوق العمل؛ يشعر بحجم
الاستغلال الذي يتعرض له.
إن أكثر من نصف عمال الأراضي ا محتلة يعملون في اسرائيل» وراء الخط الأخضر
كما يقال؛ والعامل هناك, ومنذ لحظة دخوله إلى سوق العمل, يقع تحت وطأة استغلال
بغيض مزدوجء قومي وطبقيء ففي مكان العملء يتعرض للاذلال والاهانة من رؤسائه
وزملائه اليهود. وعند حواجز الطرق التي يقيمها جنود الاحتلال بدعوى البحث عن
العمال الذين لا يحملون تصاريح عملء يتعرض العامل مرة أخرى للاذلال والإهانة؛ حيث
«ينقع» في الشمس الحارقة أو البرد القارس لساعات طويلة. حتى غدا هذا الاذلال خبزاً
يومياً للعمال. ومن جهة أخرىء يعاني العامل الفلسطيني, الذي يعمل في اسرائيل. من
التمييز الصارخ في الأجورء فيحصل لقاء العمل المتساوي والمهارة الواحدة على تلش
الجر الذي يحصل عليه العامل اليهودي. ومن جهة ثالثة. هناك التمييز في الحقوق,
والطرد التعسفي من العمل غالباً تحت الذريعة الجاهزة: الخطر على الأمن ,
والاستقطاعات العديدة من الأجر التي تصل إلى ما يقارب ثلث الأجرء وتذهبء: تحت حجة
التأمين الصحي والاجتماعيء إلى صناديق وزارة العمل والهستدروت» ثم طول ساعات
العمل والتي تصل إلى مايقارب ١١ ساعة مابين ساعة الخروج من البيت في الصباح
والعودة إليه في المساءء وأخيراً الاستهتار في توفير وسائل الوقاية...الخ.
إن هوّلاء العمال الذين يقاسون كل ذلك همء في غالبيتهم. من الحاصلين على تعليم
مافوق المرحلة الإعدادية. وبيعضهم من الجامعيين؛ وهم يعملون غالباً في العمل الأسود»
في أعمال البناء. والخدمة في المطاعم والفنادقء وحتى في قسم التنظيفات: وفي الزراعة2 أي
أنهم يمارسون الأعمال اليدوية المضنية التي تحتاج إلى الجهد الجسمانيء والتي
يستنكف العمال اليهود عن ممارستها. والجزء القليل منهم يعمل في الصناعات الخفيفة
كالنسيج ومصانع الحلويات وغيرها.
إن غالبية هؤلاء العمال هم من أبناء القرى والمخيماتء. الذين كثيراً مايعملون في
ورش ومشاغلء أو في مزارع؛ أقيمت على الأرض التي كانت في يوم ما ملكاً لهم قبل سنة
. ومن البديهى أن يشكل ذلك عاملاً إضافياً يشحنهم بالحقد على الاحتلال
ويحفزهم للعمل ضدهء ومن أجل دحره.
وأبناء القرى العمال هم أيضاً إما ما زالوا يحتفظون بملكيات صغيرة أو هم أبناء
41 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 122-123
- تاريخ
- يناير ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39299 (2 views)