شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 112)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 112)
المحتوى
الأردن العسكري في فلسطين (15144 ‎)١1155‏ مثلاً جاء هدماً لاحتمال قيام دولة عربية
فيهاء كما كان يريد الانكلو أميركيون؛ وفي عام 1104 وافق حكم الثورة المصري على
مشروع اعادة توطين لاجئي غزة في سيناء الذي قضت عليه المقاومة الجماهيرية
الفلسطينية والذي أريدت به خطوة تجريبية لحل ما كان يسمى عندئذ «بقضية اللاجئين»
الفلسطينيين فقط. ولم يسمح ابداً أن تصبح الحدود المصرية الاسرائيلية معاير
للمجموعات الفدائية الفلسطينية.. وهذا في الوقت نفسه الذي كانت مصر بشكل عام
مؤسسة للحركة العروبية الحديثة, وفي طليعة الدفاع عن قضية فلسطين, والعدو الأعظم
ثقلاً للتوسعية الاسرائيلية الخ.
قد يقال ان مصر ليست شيئاً فريداً في ذلك كله؛ وان سائر الدول العربية لا تختلف
عنها من حيث الجوهر؛ فهذه في وقت وتلك في وقت آخر. غير أن المفارقة أشد بالنسبة
لمصرء لا لحجمها السكاني والسياسي والفكري فحسب؛ بل وبالدقة, لأنها كثيراً ما تبوأت
المركز الطليعي للحركة التحررية في العالم العربي كله وفي عهد قريب.
ومن الجائز أن يزداد الأمر حدة عند المقارنة مع حركة المقاومة الفلسطينية. فرغم
أن فيها السمات المشتركة لحركات التحرر العربية الأخرىء إلا انهاء دون شكء. اشدها
جذرية وحسماً في الفكرية والأساليبء وخاصة في السنوات الأخيرة. وهذا يصرف النظر
عن الأسباب التي دفعتها في هذا الطريق. ولذلك أيضاً تبدو ازدواجية الخطوط المصرية
ابرز فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية: وبالذات في الفترة الماضية القريبة.
هذا كإطار عام. ولكن الرأي العام المصري اصبع مبتعداً عن خط الحركة التحررية
العربية وشعاراتها بعد عام 1977١؛‏ ثم ازداد هذا الابتعاد ثباتاً وعمقاً بحيث اتخذ صورة
صارخة كما قلنا بعد سنة 13177. فالهزيمة التي جاءت بعد الانتصارات الأولى لحرب
تشرين الأول (اكتوبر) باتت حجة على أن الحرب خاسرة لا محالة وان بذلت مصر مثل ذلك
الجهد الاستثنائي الخارق الذي مكنها من دحر العدو في الهجمة الافتتاحية. وعلى كل.
كانوا يتصورون أن كرة اخرى من المستحيلات تماماً «ما دام الاتحاد السوفياتي يبخل
علينا بالسلاح, في حين أن أميركا فاتحة ترسانتها على مصراعيها أمام اسرائيل. فلنجرب
المصالحة بالوساطة الأميركية: لعل فيها خيرأً».
وكانوا يقولون: «ماذا كسبنا من تلك الحروب التى كلفتنا أرواحاً وأموالاً؟ اوضاعنا
خربة؛ والذين استفادوا هم القطط السمان هنا وملوك الزيت هناك».
وفي أحوال كثيرة, كانوا يدفعون بالمناقشة إلى قضية فلسطينء على أن مصر حاربت
من أجلها في حين أن الفلسطينيين انفسهم هم الذين باعوا أراضيهم لليهود وتركوا
بلادهم وباتوا لا يعملون شيئاً. عائشين على نعيم الصدقات العربية والدولية ولا يريدون
القناعة بالحلول الجزئية الممكنة بل يجعلوننا نحن نموت من أجل المستحيل.
كانوا وما يزالون مخطئين ومضللين (بالفتح) دون شك. ولكنء هل يفيد الحكم
بالادانة في هذه الحالة؟ أم الفائدة أن نتفهم لِمَ تجري هذه الأفكارء وما هي أرضيتها
الموضوعية؟
تاريخ
يناير ١٩٨٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7176 (4 views)