شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 113)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 113)
المحتوى
ومتصاعد, . فأتى بتآثير في النهاية, فهو أمر أكيد. غير أن ثمة احوالاً كثيرة. سابقة
ولاحقة, كان الاعلام الرسمي يقول فيها شيئاً والرأي العام في واد آخر. وأقصد أنه كان
لا بد من وجود جانب خصب في المنطق الشعنبي للدعاية الاعلامية ما دام قد استجاب
لها.
والحق أن الطبقات الشعبية المصرية لم تر الشعوب العربية إلا قليلاًء أما الذين
يترددون على مصرء فهم الاغنياء والحكام ومن إليهمء الذين يركبون السيارات الفاخرة
ويسكنون الشقق المفروشة الغالية» ويقضون وقتهم في نوادي الليل ويفسدون العائلات
المستورة. وقد زاد الوضع سوءاً بعد ”191 لأن ثروة النفطيين صارت عنيفة تستفز
المشاعر وارتفعت لهجتهم وبدت ارادتهم أكثر من ذي قبل أن يُملوا على مصر شروطهم في
الاحسان عليها بما يعتبره المصريون العديدون حقاً لهم.
وعلاوة على ذلك. جاءت الهجرة الكتلية إلى البلاد العربية لتؤكد تلك الانطباعات
العامة تأكيداً ملموساً. . نعم. يتلقى المصريون هناك أضعاف أضعاف مرتياتهم في بلادهم؛
ولكنهم يغتربون في هذا السبيل وينتجون في مناخ صعب. وأصحاب الاعمال الذين
يستغلونهم, ‎٠‏ هم الأثرياء النفطيون مرة اخرىء؛ وهم على الأغلب أشد ضغطاً وأشرس
اعتصاراً من الطبقة المستغلة (بالكسر) المصرية التي يعرف كادحونا بعض سبل الانفلات
من قبضتها ولو قليلاً. ومنذ اواخر عام ‎١9177‏ انعكست المقاطعة العربية على معاملة
المصريين في أغلب البلدان العربية فأضفت عليها خشونة منفردة آتية من الجمهور
العادي فضلاً عن الدوائر الحكومية وأوساط العمل. ولا تنتحدث عن الضغوط ذات
الأهداف السياسية والتعبئة شيه الاجبارية في الحملة ضد النظام المصري. وصرنا نسمع
من الذين يعودون: «تذهب إلى هناك فنبني في الصحراءء ونعطيهم حقهم مقايل
ما يدفعون. فما لنا والسياسة؟ السياسة والخلاف بين الحكومات». أو: «العمل شيء
والسياسة شيء آخر. لماذا يسبوننا إذا كنا نؤيد السادات ما دمنا نشتغل لهم كما يطلبون
وزيادة؟».
وأخيراً: ففي تقديري أن موجة الدعاية الدينية التي بدأت ترتفع بصورة خاصة
مرة اخرى منذ تولي «الرئيس المؤّمن» كانت لها أيضاً آثار هامة على الرأي العام في
الوقت نفسه الذي كانت تهيجه تهييجاً: ان الفقهاء والمتفقهين الذين ظلوا يملأون
الصفحات والبرامج الدينية بالانشاد عن شرور اليهود منذ بدء الخليقة هم هم الذين
اخذوا يفتون بعد ذلك ب «إن جنحوا للسلم...» قضعفت مصداقيتهم. وقد لاحظ الدكتور
حسن حنفي عن حق في كتاباته ان نظام السادات في دعايته الدينية انما كان يستخدم
بالذات الجوانب والاوجه الدافعة إلى الاستكانة والاستسلام. وبين الحين والحين كان
لدعاية الاخوان المسلمين أيضاً هذا اللون» وخاصة عندما كانت قيادتهم تهادن السلطة
لاسباب عدة.
وبطبيعة الحال» ضغطت جماعات إسلامية ‏ العديد منها ‏ على الوجه الآخرء وجه
1١1١17
تاريخ
يناير ١٩٨٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7176 (4 views)