شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 207)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 207)
المحتوى
وبالنسبة للقوة متعددة الجنسية في سيناء. يلمح الأوروبيون إلى أن اشتراكهم فيها يهدف الى
الضغط على اسرائيل لكي تستكمل الانسحاب: أي تمكين النظام المصري الجديد من الميل عن كامب
ديفيد؛ ويربطون بين مساهمتهم العسكرية هذه وبين اعلان البندقية المخالف لفكر كامب ديفيد (فاينانشيل
تايمز, 17/١15481/1؛‏ تاتشر ة/١11١/181١؛‏ السفير, :5/١١/١118).وسوفوا‏ في اقرار هذه المساهمة إلى
أن تظهر نتائج مؤتمر القمة في فاسء ثم أشاروا الى أن هذه المساهمة ستكون رمزية: فلن ترسل فرنسا
وحدات مقاتلة بل إدارية وتموينية وطبية؛ وقد تقتصر على العتاد دون الرجال؛ كما سيكون اشتراك بريطانيا
«متواضعاً (مائة جندي فقط). (ليموند 4١1/١١/١1481١؛‏ هيرالد تريبيون: 4؟5/١١1181/1).‏
هذا في حين أن أميركا تريد أن تكون تلك القوة جزءاً من العمليات غير المرتبطة بالانسصاب
الاسرائيليء والا تقل المساهمة الأوروبية عن ‎١50٠‏ جندياًء أي تكوين قوة فاعلة ومؤثرة في النشاط
الحربى. علماً أن اسرائيل رفضت الاشتراك الأوروبى في قوة سيناء على هذا الأساس حتى لحظة كتابة
هذا التقرير. ‎١‏
وتؤكد شتى التعليقات أن الشد الأوروبى قد زاد من بعد قتل السادات. واذ رأى الغرب عامة في
هذا الحادث نذيراً باحتمالات الانفجار الداخلي في الشرق الأوسط تسببه قوى جذرية (دينية اتمامية أو
قومية يسارية): فقد اختلف المشروع السياسي لكل من اميركا واورويا الغربية. فهى بالنسبة للأولى حربي
وهجومي اساساً. إذ ترى ضرورة السير باندفاع اكبر في خطتها العدوانية التي بدأ رسمها منذ اواخر عهد
كارترء والمتضمنة بشكل رئيسي فرض السيطرة العليا الاميركية الاسرائيلية على المنطقة بقوة السلاح,
والدفع بالشريك أى الحليف العربي إلى المرتبة الثانية باعتباره غير مضمون؛ ووضع شعار الوقوف ضد
السوفيات كعنوان تزرع تحته قواعد عسكرية لقوة الانتشار السريع حتى تمسك برقاب الدول العربية
تماماً.
أما أورويا «المبادرة». فقد تمسكت ‏ على غير ذلك بموقفها السابق ايضاًء والذي يبدى أكثر
اعتدالا و«سياسة» في شكله. وذلك لأنها تريد لنفسها مكاناً فوق نفط الشرق الأوسطء فتعارض انفراد
الولايات المتحدة بهء دون أن ترغب أى تستطيع الاصطدام بها مباشرة وإلى النهاية. وترى أن الاعتماد على
اسرائيل بالشكل الكلي الذي تنفذه أميركا يزيد من احتمالات الانفجارء وبالتاللي من خسارة كل شيءء. ان قد
يترتب على استمرار تنفيذ الخطة الأميركية احتمال موقف مقاطعة اقتصادية أو غيرها تتخذه بعض البلدان
العربية من شريك اسرائيل الأميركي وممن يحذى حذوه, وقد تكون هذه الاحتمالات زادت بعد توقيع
الاتفاق الاستراتيجي بين اميركا واسرائيل. وحيث أن تجارب أوروبا الأخيرة لفرض سيطرتها على العالم
الثالث كثيراً ما باءت بالفشلء فأوروبا الغربية لا تميل إلى الاقدام على محاولات جديدة في الوضع الراهن
إلا بعد التدقيق في حسابها؛ خاصة وأن ثمة في الخطة الأميركية. مخاطر الاصطدام بالاتحاد السوفياتي.
وعليه. فهي تفضل أن يتقدمها بلد عربي (السعودية) في المسار المتعرج الحذر واللين الذي اختطته
انفسها. ولأنها لا حليف استراتيجياً واضحاً لها في المنطقة (مثل حال اسرائيل بالنسبة لاميركا)ء فهي تنظر
بعين الاستحسان إلى فكرة توحيد الصفوف العربية تحت زعامة «معتدلة»: وهذا ما يمكن ان يحققه لها
مشروع فهد الذي لا يتضمن الانفراد بحل النزاع الشرق اوسطيء إذ لا يستطيع مشروع فهد أن
يكون انفرادياً لآن السعودية ليست من دول المواجهة...: فقد أصرت الرياض على عرض هذا المشروع على
القمة العربية في فاس رغم وضوح المعارضة المسبقة له. وجدير بالملاحظة في هذا الصدد أن المبادرة
السعودية قد قامت عندما نضج تراجع نظام السادات في عين واشنطن وانتشر الانطباع بانهياره وتأكد
انطلاق ريغان في سياسة رفع السيوف فوق الرؤوس (من حديث فهد إلى وكالة الأنباء السعودية في
5 ربرببراعينا صدور اعلان المبادىء السعودية خلال وجود السادات في واشتطن (..) كرد على
محاولة الاحياء (لكامب ديفيد) وللتدليل على أن لدى العرب بديلا ايجابياً معقولا». وتعليق الفاينانشيل تايمز
في ‎1981/1١/٠١‏ :دإن هذه المجموعة من الايحاءات والآمال والاحتمالات ليس لها معنى إلا إذا كان المرء
ا
تاريخ
يناير ١٩٨٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17762 (3 views)