شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 229)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 229)
المحتوى
وهذا التفسير يعني أن السعودية لمتتشدد في
التمسك بمبادرتها بحذاقيرها, وأن المسؤولية تقع
على عاتق منتقدي المبادرة إذ لم يقدموا تعديلاتهم
التي كان من شأن السعودية أن تقيلها.
والوقائع تدحض هذا التفسير. وقد أشار إلى
هذا رئيس دائرة الأعلام والثقافة في منظمة التحرير
ياسر عبدربهء الذي كان في عداد الوفد الفلسطينى
لؤتمري الخارجية والقمة. حين أكد أن السعودية
أصرت على انتزاع موافقة قمة فاس على مشروعها
بحذافيره وقد «رفض سعود الفيصل ادخال أية
تعديلات على بنود المشروع بما يوْذي وظيفته ويحد
من التنازا ت التي يتضمنها» (الحرية: العدد
1/6 41ةل).
وقد عدد عبد ريه البنود التي طرحها الجانب
الفلسطيني وسواهء والتي رفض الوقد السعودي
اضافتها إلى المشروع أى تعديله في ضوبهاء وهي
بنود خاصة بتأكيد دور منظمة التحرير الفلسطينية
وتأكيد حق العودة صراحة بين الحقوق الوطنية
الفلسطينية الثابتة» وكذلك دور الاتحاد السوفياتى في
التسوية (المصدر نفسه). ‎١‏
واذأء فحين يعاود الناطق الرسمي السعودي
التأكيد على أن السعودية لم تكن متمسكة بمبادرتها
بالذات: وحين يستدل على ذلك بأتها عرضت سحب
المشروعء ثم حين يضيف أنها لم تسحبه لأنه تبين
لها «وجود رفض لفكرة سحب المشروع واصرار من
القادة العرب على بقائه في جدول الأعمال كما هو
وكذلك من دون اعتراض أحدى» (النهار.
‎)154١/1‏ فإنه يستند لمعلومات لايؤكدها إلا
الجانب السعودي وحده.
أما عن فض المؤتمرء فإن الناطق السعوديء وفي
معرض التهوين من خطورةء الفشلء يرى أنه قرار
اتخذه المؤتمر «بارجاء جلساته وتشكيل لجنة من
وزراء الخارجية تواصل دراسة جدول الأعمال؛
وتقوم بالاتصالات والمشاورات اللازمة للوصول إلى
اتفاق يحظى باجماع عربي». والناطق السعودي
يجزم بان «كل ماتردد عن أن المشروع السعودي
كان السبب في تأجيل الاجتماع هى مجرد استنتاج
لايمت للواقع بصلة» (المصدر نفسه). في حين يؤكد
الواقع حقيقة أن وزراء الخارجية اتفقوا حول كافة
المواضيع عدا المشروع السعوديء وأن الأمير فهد
وف سياق التهوين» يؤكد الناطق السعودي.
أيضاً. أنه «لاصحة لا يتردد عن أن السعودية
حاولت اقناع مؤتمر القمة بوجهة نظرها... ذلك أن
المملكة لم تتبن في الماضي ولا تتبنى في الحاضر أية
وجهة نظر بشأن القضية تختلف عن الاجماع
العريي والارادة الفلسطينية» (المصدر نفسه). ولكي
لا تغلق السعودية أبواب محاولة أخرى لانجاح
سياستها يقول ناطقها الرسمي: «إن إرجاء المؤتمر
جاء تأكيداً على أن مؤتمر القمة يتعامل مع واجباته
بجدية ومسؤولية» ويفضل أن تشبع الاستراتيجية
العربية بحثا ونقاشا حتى يتم الوصول إلى موقف
موحد ومجمع عليه». ويصر الناطق على هذاء وذلك
دل من اتخاذ قرارات تستدعي المجاملة, أو
الاصرار على صدور قرار بأغلبية تعارضها بعض
الدول العربية» مهما كانت هذه الأغلبية واضحة
وكبيرة» (المصدر نفسه).
فهل كانت في القمة حقاً أغلبية تؤيد المشروع
السعودي؟ توضح محاضر الجلساتء أن أعضاء
جبهة الصمود والتصدي الخمسة. ومعهم العراق»
لم يكونوا وحدهم المعترضين على المشروعء وإن
كانوا الوحيدين الذين عارضوه بشكل سافر
لايحتمل الالتباس. وإلى جانب الأعضاء الستة
هؤلاء «عارضت بعض دول الذليج المشروع ضمناً.
ورفضت أن تعلن تأييدها الصريح له. بل أكدت أن
شرط الاجماع العربي بما يتضمنه من قبول
اعتراضات دول الصمود على المشروع ل هو أساس
موقفها» .
وعلى هذا فإن «الكويت ودولة الامارات واليمن
الشمائي وموريتانيا وقطر لم تعط تأييدها لمشروع
فهد». أما الدول التي أعطت «تأييدها فهي عمان
والصومالء اضافة إلى تونس والمغرب وجيبوتي».
(الحرية. مصدر سبق ذكره).
نخلص من هذا كله إلى استنتاج مفاده أن
السعودية بذلت كل مافي وسعها لتوفير اجماع عربي
حول مبادرتهاء ليتضح أنها لم تفشل في توفير هذا
الاجماع فحسبء بل, أيضاًء في توفير أغلبية ملائمة
رض
تاريخ
يناير ١٩٨٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17767 (3 views)