شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 12)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 12)
- المحتوى
-
لم تكن ميالة لظروحات حرب الشعب والكفاح المسلح كطريق وحيدء بل كانت اميل الى الاعتماد
على الجيش النظاميء زال التطابق في وجهات النظر الفلسطينية السورية وان بقي بين الجانبين
هامش مشترك يتسع او يضيق وفق تطورات الاحوال.
ومع ان منظمة التحرير مالت فيما يلي من سنوات (منذ 1875) الى القبول بمبدا التسوية.
فإن هذا لم يجعلها اقرب كثيرا الى السياسة السورية» بل جعلها اقرب الى السياسة المصرية التى
تميزت عن السوريةء مع قبول الاثنين بمبدأ التسوية. بالمبادرات في هذا المجالء بينما انتهجت
سورياء القابلة لمبدأ التسوية. سياسة رفضوية فلم تقبل المشاريع المعروضة ولم تقدم مشروعها
الخاص بها. وبين اعوام 1617١ ى 1914 وجدت في منظمة التحرير مدرسة على هذا الغرار
السوري.ء تريد التسوية وترفض مشروعاتها ولا تقدم مشروعها الخاص؛ لكن التطور السياسي
للمنظمة لم يلبث ان دفعها الى تخطي هذا الاسلوبء وخاصة بعد ان ذاقت ثمرات الجهد السياسي
الايجابي منذ اقرار برنامج النقاط العشر. وهذا بالذات شكل الخطوة الثانية في انفراط التطابق
السوري الفلسطيني وفتح الابواب امام نوع خقي من المنافسة والتنابذء لم يلبث ان انفجر علا
في الصدامات التي وقعت عام 15175. ١
ومنذ ذلك العام والعلاقات الفلسطينية السورية تسير على مضض, ولولم يمض الرئيس
المصري انور السادات بعيداً في استرضاء الغرب على حساب المطالب العربية فيجد السوريين
والفلسطينيين انفسهم مضطرين للتعاون ضد سياسته: لانفرط عقد التعاون باقصى مما حدث
قيما بعد. ٠ 1
وهكذاء ظلت الظروف تفرض التحالف, فيما تقود دواعي التنابذ الى الازمات. وفي سياق
ذلك, راح نهجان مختلفان يتمايزان: نهج البراغماتية الفلسطينية المتسلحة بالخبرة والذكاء
والمرونة ازاء المتبدلات» ونهج الجمود السوري المزمن المتسلح بمقولات ثابتة لا تقيم كبير وزن
للتبدلات» وان كان هذا النهج لم يفتقر في اي وقت من الاوقات الى الذكاء والبراجماتية الكافيين
لجني المنافع العاجلة.
وكان الامر سيظل على ما هو عليه, بعد الخروج من بيروتء في تناوب فترات التأزم والتعاون
بين الجانبين الفلسطيني والسوريء لولم يقع التمرد الذي اعلنه؛ بمعونة سوريا الواضحة؛ عدد
من قادة «فتحء وكوادرها. لقد جلب هذا التمرد للقيادة السورية ورقة ظنت انها بامتلاكها قد
امتلكت, آخر الامرء الفرصة المواتية لتصفية الحسابات المتراكمة مع قيادة منظمة التحرير
ولاستيفاء كافة المطالب التي تتطابق مع سياستها. ومع صعود حملة المتمردين» بحفز وعون
سوري واضحين» صعدت القيادة السورية مطالبها موصلة الامور الى حد القطيعة, ثم الصدام.
ومنذ اعلان التمردء حتى الآنء لم تترك القيادة السورية وسيلة الا اتبعتها لجعل المتمردين
ومن جمعهم النفوذ السوري لتأييدهم؛ بديلا لقيادة منظمة التحرير الشرعية. لكن بدا لكل ذي
عينين أن النافخين كانوا ينفخون في قربة مملوءة بالثقوب: وكلما اجهدوا انفسهم زيادة تضاءل
حجم القربة وانفض السمّار.
والى ان يستوعب من يعنيهم الامر عظات الدرسء ستبقى الازمة قائمة. وقد تطول هذه
الموجة من موجات التأزم المتعاقبة» او تقصر. والذي يعنينا قوله, هناء ان التمرد الذي حفز على
الجانب السوري الرغبة المزمنة في الاستحواذ على الورقة الفلسطينية, قد حفز على الجانب
الفلسطيني ذلك النوع من الرفض المريض الذي سبق ان حفر قبره الاجماع الفلسطيني على
برنامج النقاط العشر عام 1114 لقد استعاد المتمردون لغة تخطاها الفكر السياسي الفاسطيني
وهو يتقدم اكثر فاكثر نحو لغة العصرء وتخطاهاء ايضاء العمل السياسي منذ انفرط عقد «جبهة
القوى الفلسطينية الرافضة للحلول الاستسلامية» وحلها اصجابها بانفسهم.
1١١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10631 (4 views)