شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 32)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 32)
- المحتوى
-
والارهاب اللذين خضع لهما الجمهور الفلسطيني في الجنوب او في بيروت. ولا يعني هذا ان
الفلسطينيين في هاتين المنطقتين بدون مشاكلء ذلك ان الحضور المتحقق للمقاومة ليست له
مقومات السلطة ولا هو راغب في الحلول مكانها. وهذا الوجود يحكمه ما سنبق أن حكمه في بيروت
والجنوب قبل الاجتياح الاسرائيلي من عدم انتظام العلاقة مع السلظة الرسمية ومن ازمات معها.
والسلطة الرسمية». بما هي ضعيفة وبقصورها في ايلاء الاهتمام المناسب لهاتين المنطقتين,
تتركهما محرومتين من كثير من الخدمات. وقد تردت الاحوال في المنطقتين في الاساس بسبب تخلي
السلطة منذ وقت طويل عن تطويرهما وتنميتهماء هذا الوضع يخلق صعوبات عديدة للجمهوز
المقيم فيهما من فلسطيني ولبناني» ويترك مطالبه بغير تلبية في العديد من الاحيان. ولا تملك
المقاومة الفلسطينية السلطة او الامكانية اللازمة لتلبية الاحتياجات كافة بشكل ملائم.
لسد النقص» بدآ ظهور العديد من الاجهزة الشعبية المدعومة من المقاومة او من اطراف
الحركة الوطنية اللبنانية. لكن هذه الاجهزة ليست مكتملة, وليست موحدة:؛ وهىء بالتالي؛ لا تعمل
وفق خطط مبرمجة. وتتجاور هذه الاجهزة مع منظمات عسكرية تابعة لسوريا او للمنظمات
الفلسطينية او غيرهاء بالاضافة لوجوب قوى الامن التابعة للسلطة الرسمية. هذا التشابك في
الوجود وفي الصلاحيات ينجم عنه خلط واضطراب وتشابك في اداء كافة الاجهزة.
على الرغم من ذلكء فالوضع الفلسطيني في البقاع والشمالء بقي اقل سوءاً من اوضاع
الفلسطينيين في اي مكان آخر في لبنان, اذ بقيت لهم مقاومتهم ومركزها المتحرر الذي يستطيع
خلق الجو العام وتحديد الاتجاهات الرئيسية في التعامل مع قضايا الجمهور.
لقد تأثرت المنطقتان؛ دون شكء تأثراً بالغاً بنتائج حرب ,١5/7 خصوصاً ان انكفاء عدد
من القوات الفلسطينية اليهما بعد الحرب قد رافقه ظهور الخلاف بين منظمة التحرير الفلسطينية
وسوريا التي تمتلك وجوداً عسكرياً كبيراًء كما سبقه نمو بذور الصراعات المحلية الذي بدأ مع
الحرب الاهلية اللبنانية» بما اشتمل عليه من مجازر طائفية ونزاعات عائلية وعشائرية.
واسرائيل تعملء من جانبهاء على استنزاف الاوضاع في البقاع والشمال بمقدار ما
تستطيع. وفضلاٌ عن استهداف بعض المواقع بالقصف الاسرائيلي المباشر, تدعم اسرائيل سراً
قوى تجندها لاحداث التخريب السياسي والامني. ومن بين اهداف اسرائيل ان تحمل الجمهور
اللبناني والفلسطيني على الاقتناع بأن احتضانه للمقاومة الموجهة ضد اسرائيل مكلف له. يرافق
ذلك تسعير الصراعات الفئوية وبث الدعوات التفريقية بين اللبناني والفلسطيني وتهيئة المناخ
لاندهار شعار التخلص من الغرياء؛ اي» اساساًء الفلسطينيينء ولو بالتعاون مع الاعداء.
هذه الاعمال تغذيها طروحات السلطة اللبنانية الرسمية عن صراعات الغير فوق الارض
اللبنانية والسلوك السري والعلني لاجهزة هذه السلطة وهى تنشط في الاتجاه ذاته.
ونتيجة لهذا كله» يسود قلق دائّم» ومشروعء من احتمال تحول المناطق المذكورة الى اهداف
لهجمات اسرائيلية جديدة. وهذا يستدعى اتخاذ اجراءات دفاعية مستمرة بالاستفادة من دروس
مقاومة غزو ١ .١154857
وعلى الرغم من ان الاشهر الستة الاولى من عام 1547 أي قبل ان يتآزم الوضع بين
سوريا ومنظمة التحرير. شهدت نشاطاً ملحوظاً لتعزيز الموقف الدفاعي الفلسطيني ولتحسين اقنية
التعامل مع الجمهور فقد بقيت اخطاء سبق أن مورست في الجنوب"'). من ذلك عدم الافتمام
الكافي بهموم السكان اليومية ووجود مشاعر تستخف بها. بعض اسباب ذلك نايع من نقص
القدرة. موضوعياً عن الحد اللازم لتلبية حاجات: بعينهاء مع غياب اجهزة الدولة التي تقوم عادة
بتلبية هذه الحاجات . وكما سبق ان اشرنا الى ذلك» فان من بين اسباب قصور اجهزة الدولة تحقيق
32١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10279 (4 views)