شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 47)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 47)
- المحتوى
-
مذكوراً. والفوائد نفسهاء باعتبارها كبيرة. تصبح تدريجيا جزءا من التضخم النقدي العالمي
وتساعد على الهبوط النقدي . والأموال وفوائدها هي» على كل حال قيم إسمية؛ ولا يستطيع
أصحاب العلاقة, كما يخيل للبعضء أن يسحبوهاء أو أن يتصرفوا بها تصرفاً مالياً أو سياسياً:
ليس في مصلحة الاسواق المالية» التي تتبع لها؛ مثلاء الاموال الايرانية جمدتء عندما حاول
' أصحابها سحبها. وهذا هو مصير أية أرصدة: يفكر اصحابها في اخراجها بشكل أو بآخر من
برائن تلك البنوك. وتزداد خسائر «اغنياء» العالم الثالث: ومنهم «العرب». عندما ينجرفون في
المضاربات المختلفة, إن على العملات, أو على الذهبء أو على الأسهم. في هذا المجال ثمة لصوص
دوليونء يحولون الذهب في أيدي المغفلين الى تراب. أيضاً نوادي القمار العالمية تسلب من
«الأغنياء» حصصا كبيرة. وتغرقهم في الوقت نقفسه ف آجواء سياسية وجنسية. ذات تأ تأثيرات
كبيرة.
الهدر الكبير هو في العقود المختلفة الانشائية: مطارات ومواني ومؤسسات صناعية
بمليارات خيالية من الدولارات, وهى كلهاء إما مشروعات ضعيفة الفائدة جداء كانشاء عدة
مرافء. كل منها صالح لاستقبال عدة أمثال من عدد سكان البلادء أى انشاء مطارات بهذا
الاتساع, أو انشاء صناعات, تبين أضغف الحسابات الاقتصادية إما عدم جدواهاء وإما كونها
فقطلمصلحة احتكارات صناعية معينة, الخ. وفي كل ذلككء المبالغ التي تنفق: تعادل أضعافا
مضاعفة للمبالغ العادلة؛ الكافية؛ لمثل تلك الانشاءات. أما الانشاءات الأخرىء التي على مقياس
أصغر. مثل القصور, والدور السكنية» والمؤسسات العامة؛ والطرقات: الخ؛ ففيها نفس الهدر.
التسليح (أوما يسمى بالتسليح) يمتص أيضا ثروات ضخمة: وهوليس تسليحاً بالمعنى المألوف,
لأن غايته في كثير من الأحيان؛ ليس خلق جيش حديث منظم, وانما شراء أشياءء إما لافائدة منها.
أو فائدتها للغير. مثل شراء رادارات متطورة جداء وباهظة التكاليفء دون امتلاك سلاح جوي.
أودفاعات جوية؛ بنفس درجة التطور. فهيء إما غير مستعملة, ومتروكة للصد أء أو مسلمة لخبراء
أجانب, يأخذون أجوراً عالية. ويستخدمونها لغير صالح البلاد.
كل ذلك دفع الخبراء الاقتصاديين الغربيينء والأمريكيين خصوصا. الى التنبؤء بآن «الدول
الغنية» (في العالم الثالث طبعا)ء سوف تفقد في بداية الثمانينات السيولة النقدية؛ «التي تزعج
بها الاقتصاد العالمي»» وتبدأ في الحاجة للاستدانة. بوادر صحة ذلك التنبؤ ربما بدأت في بعض
البلدان» ولكن لم تعم. لتشملها كلها.
من جهة أخرى, أصحاب العلاقة قة ليسوا أحرارا في قطع هذه العلاقات: أو تغييرها : قد يؤلف
الغاء العقود الكبيرة, التي تحدثنا عن بعضهاء سببا لتدخل قوات الانتشار السريع مباشرة في
البلادء إذا لم يفد التآمرء وقلب الحاكم, الذي يفكر بذلك. وقد تؤدي محاولة سحب الأرصدة الى
أحداث. أقلها التجميد؛ ويؤدي قطع البترول أيضا الى عقابيل أشدء حسب درجة المساس
بالمصالح الاحتكارية العالمية.
اذن تطوير العلاقات المالية والاقتضادية مع الغربء ومع الولايات المتحدة خصوصاء
لتصبح منصفة, وفيها تكافؤ بالفائدة لمصلحة الطرفين, هو هدف كفاحيء وليس سلاحا
اقتصادياء لا في يد الأنظمة العربية» ذات العلاقة ولا في يد حركة التحرر الوطنى العربية.
ليس في يد حركة التحرر الوطني العربية» لأنها لا تمللكه. وحتى تستطيع أن تضغط في
اتجاهة. يجب أن تتوفر شروط عديدة؛ في مقدمتها أن تكون حركة التحرر قوية في البلدان ذات
العلاقة, وفي مقدمتها أيضاء أن تكون جملة الظروف الفاعلة في الموقف, تجعل من المفيد العمل
في هذا المنحىء دون أن تنجم عن ذلك نتائج خطيرة تؤذي البلادء وتؤذي حركة التحرر الوطني
ا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22204 (3 views)