شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 48)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 48)
- المحتوى
-
نفسها. إن في الأمر معركة, ويجب أن تدرس كل جوانبهاء أو تكون خاسرة, ولصلحة الاحتكارات
العالمية.
وليس في يد الأنظمة العربية: لأنها لاد تريد؛ وتقاوم بكل ضرارة, من جهة: ولأنهاء من جهة
أخرىء لى أرادت» وهو فرضية مستبعدة, 5 فإثها ستجد نفسها في موقع الصراع السياسي
والاقتصادي معا مع الرأسمالية العالمية, وهذا لا تستطيع الصمود له بتركيبتها الهشة: ولا يمكن
أن تقبل حتى بتصوره. هيء على العكس؛ تغمل على تنفيذ كل رغبات المراكز الاحتكارية العالمية,
فتبذر القروض في كل مكانء. للمؤسسات الأمريكية: وللدول الأوروبية, وللمؤسسات, التي تريد
المراكز الاحتكارية مساعدتهاء ولدول عديدة جداء أفريقية» وآسيوية ؛ وأغلب هذه القروض هي من
نوع الديون الميتة» ومن النوعء التي لا ينال فيها تلك الأنظمة حتى الوجه الأبيض: مثلا يقرر
مجلس السوق الأوروبية المشتركة منح قرض لبلد أوروبي ماء وتنقذ هي هذا القرار عن طريق
بنكهاء فبنكها هو منفذ لقرارات الغير؛ وتبرم العقود الكبرى. من النوع الذي أشرنا اليه عامدة,
لاهدف آخر. سوى مساعدة المراكز الاحتكارية على امتصاص السيولة المتوفرة لديها. على سبيل
المثال» في 154١ بلغ إيجابي ميزان المدفوعات لبلدان .الأوبيك رقما قياسياء هى ١١١ مليارات
دولا وتقلص هذا الرقم في 114١ الى ٠١ مليارا.
لذلك تبقى العلاقات المالية والاقتصادية, غير المتكافكة, مستمرة حتى تتوفر ظروف
اجتماعية, وظروق دولية أخرى. :
والأنظمة «العربية» لا تستطيع؛ ولا تريد, تغيير هذه العلاقات, ولا تجد نفسها محرجة في
موضوع هذه العلاقات. بسبب اسرائيل» أي بسبب كونهاء يفترضء أن تقف موقفا «عربياً» من
اسرائيل. الموقف المفترض مفصول في منظارها عن الموقف من الولايات المتحدة, أو مؤّسساتهاء
أى المؤسسات التابعة لهاء حتى ولوقامت اسرائيل بأعمال عدوانية, على هذا البلد العربي؛ أوذاك,
ومن الطيش, في زعمها التسرع واتخاذ مواقف عدائية, سياسية أى اقتصادية؛ تجاه الولايات
المتحدة.
قد لا نحتاج إلى التنوية, بأن قطع البترول الذي رافق حرب 14177.: كان بايعاز من
الاحتكارات؛ لا ضدهاء وكانت نتيجته الزيادة الفاحشة المعروفة لأرباح الاحتكارات البترولية.
-١ الفصل في موقفها العلني بين دول أوروبا الرأسمالية واسرائيل:
هذا ينبع من نفس المنطقء» ونفس المعطياتء التي مررنا عليهاء ويزيد على ذلك كون أوروباء
تبدى بشكل عام؛ وكأنها غير متحيزةء أو كأنها معتدلة في موقفها من الصراع العربي الاسرائيلي»
مما يغري بضرورة العمل على الاستفادة من هذا الموقف, وخصوصا في التأثير على موقف الولايات
المتحدة.
أورويا الرأسمالية تؤلف بصورة خاصة محطة مفيدة للفصائل الرجعية» التي تريد أظهار
نفسهاء وكأنها منفصلة عن الولايات المتحدةء ولكنها تعتمد على «الأصدقاء» الأوروبيين من أجل
الضغط على اسرائيلء وعلى الولايات المتحدة معا.
و«الاصدقاء» الأوروبيون يعرفون آهمية سوق الأنظمة العربية الغنية: وأهمية أموالهاء
الموزعة على مستويات مختلفة, ويعملون بمختلف وسائلهم الخاصة في الكواليسء وفي الدبلوماسية
العلنية» للاستفادة من البقرة الحلوب» حتى أقصى درجة ممكنة ؛ ويعملون أيضا لهدف آخر أعم,
وهو تقديم «الديمقراطية الاشتراكية» للشعوب بديلا عن الاشتراكية العلمية» أي, بصرف النظر
عن التمويهات الايديولوجية» تقديم صيغ رأسمالية مؤدلجة «اشتراكيا»؛ لتنظيم مجتمعات العالم
الثالث, بديلة عن توجهات هذا العالم في منحى التطور الرأسمالي واعطاء التيارات المختلفة في
يت - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22204 (3 views)