شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 50)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 50)
- المحتوى
-
إن مجرد وجود نظام قبليء أى اقطاعي, يعني شيئًا خطيراء وشيئًا شاذا في الواقع
الاجتماعي العربي» ويجب العمل من جانب القوى التقدمية على انهائه, لا كواقع سياسي, هنا أى
هناك وانما كشكل اجتماعي للحياة. طبعا مثل هذا الانهاء هى عملية تطورية» لا عملية قسرية,
ويفترض أن تكون مبنية على التحليل المستمر للواقع الاجتماعي في كل منطقة؛ أو في كل قطاع,
ودفع كل ما هو ايجابي فيهء الى الأمام. 1
- نجد في المرتبة الثانية البنية الكومبرادورية المسيطرةء والتدفقات المالية, التى تغذى هذه
البنية. إن الصفوة الاقطاعية الكومبرادورية في المجتمعات العربية, تغذي الاتجاهات اليمينية.
بكل تفرعاتهاء وتؤثر في ذلك على الفئات الشعبية الأدنى. المرتبطة معها بالمنافع الصغيرة, والتي '
لا تنظر الى مصالحهاء الأيعد مدىء وانما تنشد عموما وتشد معها كل الفئات التي تستطيع التأثير
عليها الى التحركات الأشد رجعية» أو في أحسن الاحتمالات, الى مسالمة تلك التحركات: أو
التعاطف معها.
- في المرتبة الثالثة. نجد هجرة اليد .العاملة المؤهلة, أو الفنية, أو حتى العادية. سواء الى
بلدان رأسمالية متطورة أم الى بلدان عربية غنية. الحالة الأولى قديمة, وترجع في جذورها بعيدا؛
الى ما قبل الحرب العالمية الأولى» وقد خلقت, إما مهاجرين دائمين مقطوعي الصلة نسبيا أو كليا
بالوطن الأم» وإما مهاجرين» ذوي صلة عائلية» أوروحية» أوحتى سياسية؛ بهذه النقطة؛ أو تلك
من البلاد؛ والحالة الثانية ترجع الى ما بعد ظهور الغنى في بعض البلدان العربية وقد خلقت
بشكل عام مهاجرين غير دائمين, وانما محافظون على أغلب صلاتهم في قريتهم الأصلية؛ أو
مدينتهم. والصفوة العليا من المهاجرين يؤلفون؛ ليس دائماء وانما في أحيان كثيرة, نوعا من
الانتلجنسيا اليمينية» أو الرجعية أحياناء وتتحرك في هذه المنحى بشكل عفوي, ومستقلة؛ تارة,
وبشكل منظم من خلال أحزابء أو مؤسسات تبشيرية» أومؤسسات اعلامية وثقافية تارة أخرى.
يحصل هذاء لأن الهجرة نفسهاء كثيرا ما تحصل بناء على اصطفاءء أو كثيرا ما يرافقها توظيف
طبيعي» عفويء أو قسريء لامكانات المهاجر النوعية في مصلحة البنى القائمة» التي هي بطبيعتها
رجعية. حتى المهاجرون المؤقتون من العمالء يضطرون للتكيف. لأن الفرص المتاحة لديهم
مرحليا على الأقل ضعيفة من أجل التكتلء أو النضال النقابيين» فهم غرباء. معرضون للطرد في
والغلاء المتصاعد أضعف. فأضعف ف قيمته الشرائية» وكثيرا ما يصل الى حد الكفاف.
إن المنحى التقدميء وهو كفاحي بطبيعته؛ لا يقدم, ولا يستطيع أن يقدم, مرحليا؛ وفي عدد
غير قليل من المناطق» للفئتات, التي مررنا عليها بشكل اجماليء لا الحماية الضرورية؛ ولا المرتكز
المالي» بل ولا المنظور الايديولوجي أو السياسيء المقبولين واقعيا في كثير من الأحيان.
كل ذلك هو طبيعي بمجمله: الرجعية ومن خلفها الأمبريالية هما اللتان تسيطران بشكل
عام على الأنظمة» وعلى مختلف المؤوسسات السياسية والمالية والاقتصادية؛ يخلق القانون الجدلي
النقيض التقدهي في هذا الوقع؛ وهى نقيض تطوريء لا ينشا دفعة واحدة, وانما تدريجياً. ولا
يكون المنظور التقدمي لديه صافيا واضحاء وانما تضع عليه مرحليا كل رواسب المجتمع
بصماتهاء ويصفواء ويتبلور تدريجيا أيضاء بشكل تطوريء وعلى ضوء تجارب عديدة: ومريرة,
ودامية, مما رأيناء ونرى نماذج منه. وعندما يستكمل النقيض التقدمى بناءه بشكل كاف,
يستطيع فقط حينئذ» أن يتسلم زمام المبادرة» ويقود القوى الحية في البلاد. ومن أجل التسريع في
الوصول الى هذه المرحلة, لابد من الفعل الانساني الاراديء الواعي. الذي يستطيع أن يشق
طريقه, ويتوسع ويقوم بالانجاز في خط متصاعد.
طبعاء تشترك البلاد العربية في الكثير من الأمور مع العالم الثالث: وريما الاختلاف هتا
6.5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22204 (3 views)