شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 51)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 51)
المحتوى
وهناك؛ ليس في الطبيعة, وانما في الدرجة» التي وصل اليها تطور الأمورء ولكن تؤلف اسرائيل
عنصراً هاماً في الحالة العربية.
إذن ثمة مرتكزات متنوعة بستند اليها الطرح الرجعيء وتتفاوت هذه المرتكزات في صلابتها
من مكان لآخرء ومن فئّة اجتماعية لأخرىء ومن زمن لآخرء وقد تتطور في مكان ما باتجاه التصلب,
وتتطور في مكان آخر باتجاه الهشوشة. ش
تعجيز القوى التقدمية يتلخص في مخاطبتها بطريقة أو بأخرى. في أنها غير قادرة على شيء؛
وفي أن ما تطرحه؛ هو مجرد شعارات (أي شعارات فارغة), وفي أنها تتصرف بشكل متهورء
وتعرض المنطقة للخطر؛ وتسألها في كل مرة تجد فيها فرصة: إن كانت لديها القدرة» لتحارب
اسرائيلء وإن كانت تستطيع.؛ أن توجد أي سبل أخرى في معالجة موضوعات الاحتلال
الاسرائيلي» غير السبل الرجعية, التي تنفذ عمليا؛ وتسألهاء إن كانت تستطيع؛ أن تدفع الاتحاد
السوفيتي الى المجابهة المباشرة.
هذا المنطق تروج له الانتلجنسيا اليمينية» بأشكال مختلفة, ويجد صدى لدى فئات
عديدة؛ لا بفعل التأثير الدعائي وحدهء وانما أيضا لأن الرجعية نفسها مقبولة كصيفغة لتنظيم
المجتمع. إن قبول الرجعية كواقغ سياسي واجتماعي واقتصاديء يجعل من العسير بشكل عام
الفهم» بأن الرجعية نفسها هي سبب كل علة, سبب الضعفء سبب التمزقء» سبب النفوذ
الاحتكاري والرأسمالي. سبب الاحتلال الخ وبأن الطريق الى التطور يمر بالمزيد من محاصرة
الرجعية, لا بالرجوع اليهاء والى خطها. لكي ينقض المرء المنطق الرجعيء يجب أولا أن تكون
الرجعية غير مقبولة لدية» وحينئذ يستطيع بسهولة أن ينقض حججها واحدة واحدة.
ه المناداة بالقومية الشوفينية وبالدين.
إن الدين والقومُية يؤلفان لدى كل الشعوب: في مرحلة من المراحل» عامل تقدمء وتطوير.
مثلاء كانت اليقظة العربية قبيل الحرب العالمية الأولى واثناءهاء عامل تطور هام على صعيد
البلدان العربية» إذ أنها فصلت عددا من هذه البلدان عن الاستبداد التركيء الذي أبقاها سنين
طويلة في ظلمة القرون الوسطى؛ لكن تلك اليقظة كانت محرضة من قبل الرأسمالية الأوروبية,
. وتهدف هذه من ورائهاء إلى اقتطاع أجزاء السلطنة العثمانية لصالحها؛ وتحقق الهدفء فاحتلت
البلدان العربية من قبل البلدان الأوروبية؛ لذلك.كان لابد من تطور العمل الوطني» لجعله
يتناقض مع الاحتلال الأوروبي القائم.؛ وحصل ذلك ونمت اثناءه نزعات قومية اقليمية في كل
مكانء ونتج أخيرا وتدريجيا استقلالات سياسية في أغلب المنطقة العربية؛ والاستقلال حمل الى
الساحة تناقضا جديداء هو التناقض مع الاستعمار الجديدء أي مع السيطرة السياسية -
الاقتصادية للاحتكارات العالمية, وهذا يستدعي تطوير العمل الوطني لياخذ أبعادا اجتماعية
واقتصادية: الى جانب الأبعاد السياسية. في كل مرحلة من تلك المراحل, التى مررنا عليها بشكل
مقتضب, يؤلف الرجوع الى المفاهيم القومية السابقة رجعة الى الوراءء وتكمن في ذلك عملية شد
الى الخلفء من أجل الحفاظ على مصالح سياسية معينة. مثلا الرجوع الى مفاهيم اليقظة العربية
في الفترة العثمانية التي كانت عامل تقدم في حينهاء يؤلف عملية تكريس للأنظمة الاقطاعية؛ التي
نجمت عن تلك اليقظة, وللقوى والاحتكارية, التي من مصلحتها الابقاء على تلك الأنظمة ؛ والرجوع
الى المفاهيم القومية» التي ظهرت في فترة الكفاح من أجل الاستقلال السياسي عن المتروبول» سواء
كانت عربية أم اقليمية, يؤلف عملية تكريس لنفوذ القوى الكومبرادورية؛ التي نشأت في تلك
الفترة, ولنفون قوى الاستعمار الحديثء التي تكمن خلفها.
يمكن ان تكون القومية قوة روحية محركة في طريق التقدم, إذا لم تؤلف قوة شد الى الوراءء
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٤
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22204 (3 views)