شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 52)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 52)
- المحتوى
-
ا ذا كان اليعد الاجتماعي الاقتصادي جزءا لا يتجزا منهاء واذاكانت محرضا للتفاعل مع
التطور والتقدم. من جهة. وللانفتاح على القوى .التقدمية في العالم من جهة اخرى؛ ولا يتحقق
ذلك الا اذا كانت الطبقة العاملة, هي التي تق تقوب التيار الوطني والقومي .
الدين ايضا كان عامل تقدم في فترة ة اليقظة العربية ونحن نذكر طبعا تأثير اعلام مثل جمال
الدين الافغاني» ومحمد عبده. وعيد الرحمن الكواكبي, ٠ وغيرهم. وفي مرحلة الكفاح من اجل
الاستقلال كان الدين يساعد في تعبئة القوى الوطنية ضضد المحتل؛ لكن بعد مرحلة الاستقلال صار
الزعماء الاقطاعيون, او الكومبرادوريون, يحاولون التستر بالدين»: لاخفاء سلوكهم اللاوطني
والمعادي للشعب. وكانت الرجعية بمقدار ما تُحاصر تزيد في استعمال ورقة الدين, واستغلالها.
كذلك الرجعية العالمية: كانت الورقة الدينية اساسية بالنسبة لهاء الآن ومن قبل. لقد اعتمدت في
المرحلة الاستعمارية كثيرا على البعثات التبشيرية في مختلف بلدان العالم الثالث: غير المسيحية,
واعتمدت على الصهيونية (وهي حركة دينية رأسمالية) من أجل خلق بؤر تجسسة في اورويا
الشرقية والمانياء قبل الحرب العالمية الاولى: ومن أجل خلق تيار سياسي, قابل للتحرك في مصلحة
الرأسمالية اليهودية الاوروبية (عائلة روتشيلد وحلفائها): ثم فيما بعد من أجل خلق أداة للغزو
الابيض الجديد في الشرق الاوسطء لصالح الرأسمالية الامريكية. وخصوصا اليهودية منها. ومن
جملة ما تعتمد عليه الرجعية العالمية الآن التحريك باسم الكاثوليكية في البلدان الاشتراكية وفي
أمريكا اللاتينية وفي اسبانياء اي حيث يفيد هذا التحريك, من اجل خلق ثورات مضادة» او تكريس
اوضاعٍ رجعية ة قائمة؛ وكذلك التحريك باسم الاسلام في بلد مثل الباكستان. . الخ.
تعتمد الرجعية العربية. ايضاء على التحريك الديني الطائفي في كل مكان تقريباء فالروّبساء
مؤمنونء وبزخم ايمانهم يزورون القدسء ويفتتحون المهزلة المعروفة, والملوك شديدو التقى
والورعء لدرجة يؤلفون فيها جزء! لا يتجزأ من النفوذ الامريكي في المنطقة؛ وزعماء الاحزاب والكتل
مؤمنون لدرجة التصوف, ولدرجة يرحبون بها بالقنابل الاسرائيلية فوق عواصمهم.
الدين هو قوة روحية؛ وهو عامل تقد تقدمء أيضا إذا لم يؤلف قوة شد الى الوراء بسبب
استغلال القوى الاقطاعية والكوميرادورية له. إنه عامل تقدم؛ إذا دعمت به الجماهير حركتها الى
0 وانتزعته من يد الرجعيين 5-0 ؛ وترجمت ١ مفاهيمه العامة + والاساسية ف النضال من
ومن اجل الانفتاح على الآخرين, عل العالم.
نرى إذن: أنه يمكن ان تطرح الشعارات القومية والدينية من قبل الرجعية المحلية,
والعالمية, لاهداف تختلف جذريا عن الجوهر الوطني والاخلاقي؛ وعن جوهر الايمان, المتمظين في
القومية والدين . ولعل الخدعة اصيبحت واأضحة: نحن ندعوكم للا إلى قومية ة تحرركم ولا الى دين
يصفي نفوسكم ويطهركم: وإنما الى قومية (عرفتموها في الماضي) وتكرس وجود الاوضاع الراهنة,
المتمثلة في السيطرة الاقطاعية, او الكمبرادورية» والى دين يكرس بصورة خاصة الزعامة
الاقطاعية والانقسام الطائفي في المجتمع» . إذا لم يذكر الهدف, تبدى الدعوة بريئة. وتدغدغء إما
التعصب القومي الشوفيني» اى التعصب الديني» او الاثنين معاء وعلى الزعامات الكامنة وراء
الدعوة استكمال الباقي.
اذا رجعنا الآن بعد الاستطرادء الذي قمنا بهء الى الاطروحات الاساسية. نستطيع ان
نتلمس الخطر الكامن فيها.
ان التحالف مع الولايات المتحدة. الذي تنبع عنه ضرورة التحالف مع اسرائيل» هو موجه
ضد كل القوى التقدمية في المنطقة. سواء كانت منظمة» ام غير منظمة, وسواء كانت واضحة في
تقدميتهاء ام غير واضحة؛ ووسواء كانت في موقع مفيد مرحليا للرجعية؛ أم غير مفيد.
ذاه - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22204 (3 views)