شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 53)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 53)
المحتوى
لقد مررنا على «القناعة» الرجعية في ان مفتاح الحل هو بيد الولايات المتحدة» وقلناء إن
معنى ذلك هو أن الرجعية تنادي بالحل الاسرائيلي للمنطقة؛ وما هى الحل الاسرائيلي؟ ربما يبدو
للانظمة العربية الرجعية؛ ان من الممكن التعايش بينها وبين اسرائيلء من خلال عقد صلح تشرف
عليه الولايات المتحدة, وينتهي بذلك التناقض في المنطقة, بسبب زوال سبب التناقضء وهو
الصراع مع اسرائيل. ربما صور الامريكيونء او حتى الاسرائيليون» لتلك الانظمة؛ بأن الصراع
العربي الاسرائيلي» هو الذي يتسبب بظهور قوى اجتماعية جديدة؛ تؤلف خطرا عليها (اي على
الانظمة), ويتسبب بافساح المجال للتحريض السوفيتي» الذي يساعد تلك القوى الاجتماعية على
الظهورء ويدعمها ماديا ومعنويا. إذن يكون الخلاص من الصراع العربي - الاسرائيلي هدفا
للانظمة «العربية» الرجعية؛ ويجب ان يتم بالطريقة الامريكية, اي - حسب ما يعرفونه ‏ بالصلح
مع اسرائيل. وهم يعرفون ان الصلحء لا يتم مع المواقف العربية الصورية المتشددة الا نتيجة
حروبء ينهزم فيها الجانب العربي» ويجد عذراء حينئذ من اجل تسوية, تتم عن طريق اتفاق دولي»
او عن طريق الولايات المتحدة, ولعل هذا من جملة الاسبابء التي جعلت بعض الانظمة الغنية
«العربية» تدفع الرئيس السادات الى حرب 1917/8. ربما ايضا تلك الانظمة بالذات» هي التي
دفعت بالرئيس السادات الى القدسء وذلك ككبش فداءء لان مسرحية العرب لم تتم بالشكل
المطلوب, فلا بد من اللجوء الى مسرحية اخرى. يمكن الظن ايضاء ان الانظمة «العربية» الرجعية
لم تترك الرئيس السادات وحيدا يعاني من العزلة, الا ضمن اكثر من مخططه لدفع الاطراف
المتعصبة الاخرى في طريق الصلح.
هذه الامور لا نستطيع التنبؤ بهاء ولا يجب الاعتماد على التنبوٌ فيهاء ولكن يمكن افتراضها
من خلال الاستقراء العام لمسيرة الاحداث. ش
على كل حالء حرص الانظمة «العربية» الرجعية على الصلح أصبح معروفاء وهى النقطة
الاساسية في مجموع التطور الحالي للاحداث.
لكى يتم الصلح على الطريقة الامريكية يجب ببساطة ضرب جميع القوىء الشعبية
والرسمية؛ التي لا تقبل به.
بالنسبة للانظمة «العربية» الرجعية: هذا مقبول» ويمكن ان تساعد فيه باشكال مختلفة,
كي تصل الى الهدف المنشودء وهو سلام امريكي في المنطقة, لا يعكره اي تحريض سوفيتي» ولا
يعكره. بشكل اخص, اي تحرك داخليء على المدى المنظور, يزعجء او يهدد تلك الانظمة.
بالنسبة للطرف الآخرء امريكا واسرائيلء فإن حركة الانظمة «العربية», هي جزء من
المخطط: وليست محله. مثلاء لم تكتف اسرائيل بحرب شكلية مع الاردن» وانما احتلت الضفة .
الغربية ؛ ولم تكتف في 191/7 بتجميد الجيش المصري على الضفة الشرقية من قناة السويسء وانما
فتحت ثفرة الدفرسوارء وحاصرت جزءا هاما من الجيش المصري مهددة إياه, ربما بالابادة؛ ولم
تكتف في الاحداث الحالية بالاحتلال حتى الليطاني: وإنما وصلت طلائعها الى شمال لبنان» وريما
في نيتها الوصول الى مناطق اخرى عديدة» فخطة «شارون», التي ينعتها معارضوه ب «الجنونية»
تتضمن مجابهة شاملة مع سورياء ونقل الحرب بعد ذلك الى الاردن وهو الارض ال موعودة, لتصبح
دولة فلسطينية بعد تقل الفلسطينيين اللبنانيين» وجزء من فلسطينيي الضفة وغزة اليه؛ ويظهر,
أن شارون حاصل على موافقة الولايات المتحدة على خطته هذهء وقيلء انه قدم الى محاورية هناك
خريطة, تتضمن: «ان لبنانا مسيحياء وضفة اسرائيلية» واردنا فلسطينيا» (انظر: تصفية العقبة
الفلسطينية ‏ آمنون كابليوك: لوموند ديبلوماتيك: تموز ‎.)١145‏
معنى كل ذلك ان الاطروحات الرجعية المموهة والصريحة؛ تؤّدي الى التمهيدء والتسهيل,
لتنفين المخططات الامريكية والاسرائيلية في المنطقة وتتألف هذه المخططات من عمليات احتلال
تدك
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٤
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22204 (3 views)