شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 62)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 62)
- المحتوى
-
© شكلت اتفاقات كامب ديفيد ١577 تتويجا لسياسة «الخطوة خطوة» التي بدأتها اميركا في
المنطقة بعد حرب تشرين الاول (اكتوبر) 1977. وبدا أن الولايات المتحدة قد امسكت مفتاح
احكام سيطرتها على المنطقة فعلا. وقام العرب» رؤْساء وملوكاء بتظاهرة سياسية في قمة بغداد,
فيما اقتصرت مقرراتها على مقاطعة النظام المصري باعتباره اجرى صلحا منفردا. -
وكان الاردنء باعتباره مدعوا في اتفاق كامب ديفيد الثاني ليكون طرفا في التفاوضء قد
وجه مجموعة من التساؤلات تتعلق بالمستقبل النهائي للمناطق المحتلة. ولما لم يتلق جوابا شافياء
طرح فكرة عقد مؤتمر دولي موسع لبحث مشكلة المناطق المحتلة بعد 15717. ولِم تلق هذه الدعوة
استجابة عربية جدية؛ بينما طرح الامير فهد (الملك لاحقا)ء في عام ١54١ء مشروعا عربيا
للسلام؛ كان قد اعده للقمة التي كان من المقرر لها ان تعقد في فاس بالمغرب ذلك العام وفشلت
تلك القمة. وحسب تعبير القائمين عليها علقت, لتنعقد في عام 1547 بعد غزو اسرائيل للبنان
وخروج المقاتلين الفلسطينيين من بيروت. واقر في قمة فاس الثانية المشروع العربي للسلام. وهو
المشروع العربي الوحيد الذي يطرح مسألة التسوية السلمية في اطار مبلور ومحددء وان كان ما
زال خجولا حول الاعتراف بوجود اسرائيل. وبداء في حينه, ان المشروع جاء ردا على مشروع ريغان
الذي كان قد طرح قبله بايام.
© كما الحال بالنسبة للدول العربية؛ كذلك السوفيات. فقد شعرواء بعد اتفاقات كامبٍ ديفيد:
انهم اقصوا عن دائرة الشرق الاوسطء وما قامت به الادارة الاميركية؛ كان نسفا كاملا لقرار الامم
المتحدة 778 الذي يضع الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة على مستوى واحد من المشكلة,
ونسفا لاتفاق التفاهم الذي وقعته الدولتان في تشرين الاول (اكتوير) 153777 حول الشرق الاوسط.
مع تطور الوضع في المنطقة؛ حيث لم يتسع اطار كامب ديفيد ليشمل اطرافا اخرى؛ وجد
الاتحاد السوفياتي الظروف مناسبة ليطرح بريجنيف مشروعا للسلام في الشرق الاوسط في جلسة
افتتاح المؤتمر السادس والعشرين للحزب الشيوعي السوفياتي» وبقي ذلك المشروع مجرد وثيقة
من وثائق سياسة الحزب الخارجية.
لكن التطورات اللاحقة في المنطقة, العسكرية منها والسياسية؛ في لبنان: وما بدا لاحقا انه
هزيمة للسياسة الاميركية في المنطقة عبر اخراجها من لبنان, والغاء اتفاق ١7 أيار (مايو) الموقع
بين اسرائيل ولبنان, باشرافهاء والذي بدا وكأنه انتصار للاتحاد السوفياتي وحليفته سورياء هيات
جوا ملائماء فطرح الاتحاد السوفياتي عبر وكالة تاس البيان المشروع الذي هو ترجمة جديدة
لمشروع بريجنيف القديم . وذلكء بعد أن اقرت الامم المتحدة في ايلول (سبتمبر) ١187 العمل على
عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الاوسطء واوكلت الى السكرتير العام للامم المتحدة بحث امكانية
ذلك مع الاطراف المعنية. ويتطابق المشروعان السوفياتي والعربي, تطابقا شبه كامل. مع ذلك فان
الدول العربية؛ التي رحب عدد منهاء كل على انفراد بالمشروع, لم تر ما يلزمها بتبنيه كمجموعة
من خلال قرار قمة» في الوقت الذي صرح فيه احد الملوك العرب, بانهم يبحثون عن امكانية الدمج
بين المشروع العربي والمشروع الاميركي والتوفيق بينهماء على الرغم من ان المشروع الاميركي لا
يخفي تحيزه لاسرائيل اطلاقا.
© المشروع الفرنسي - المصري عبارة عن خطوة صغيرة اضافية على الاتجاه الاميركي, وهى لا
يتجاوز كثيرا قرارات مؤتمر البندقية حول الشرق الاوسط. اضافة الى انه صوت فرنسي متمين,
حيث حاولت فرنسا في عهد رئيسها ميتران, ان تلعب دورا في السياسة العالمية خاصا بها. كما
ان المشروع طرح.ء في حينه. كمشروع قرار لمجلس الامن الدولي لانهاء غزى اسرائيل للبنان اولاء
ومن ثم اربساء اسس لحل المشكلة الفلسطينية. لكن المشروع طوي بضغط اميركي, فلم يعرض
على المجلس. وما زالت فرنسا تلوح باحيائه بين وقت وآخر.
1١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22204 (3 views)